طرابلس - ناقش رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس في العاصمة طرابلس، العملية السياسية في ليبيا والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفي وقت سابق الخميس، التقى جاويش أوغلو رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير خارجية مالطا إيفاريست بارتولو في إطار زيارة عمل يجريها إلى طرابلس. وبحثت كل من تركيا ومالطا وليبيا “أهمية عودة المسار السياسي لحل الأزمة الليبية ومكافحة الهجرة غير النظامية”. كما بحث ثلاثتهم “عملية الاتحاد الأوروبي (إيريني) لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة أن تكون العملية متكاملة برا وجوا وبحرا”. وتدعم تركيا سياسيا وعسكريا حكومة الوفاق وميليشياتها من أجل تثبيت موطئ قدم لها في ليبيا الغنية بالنفط بغية تحقيق مصالحها والاستفادة من ثروات البلاد وتحقيق مشاريعها في المتوسط. ووقعت حكومة الوفاق اتفاقات أمنية وبحرية مع تركيا العام الماضي، فيما يشمل الدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة طائرات مسيرة وأسلحة ومركبات عسكرية. أما أنقرة فتستفيد من اتفاق ترسيم الحدود مع حكومة الوفاق لإنجاز مشاريع التنقيب على النفط في المتوسط. وتسعى أنقرة لترجيح كفة حكومة الوفاق وميليشياتها في الصراع الليبي على اعتبار أن المشير خليفة حفتر قائد قوات الجيش الليبي هو العائق الوحيد أمام الطموحات التركية في ليبيا، حيث يخوض منذ أشهر معارك عسكرية للقضاء على المجموعات الإسلامية المسلحة والتي أغرقت العاصمة طرابلس في فوضى تهدد أمن الليبيين. وتتزامن زيارة وزير الخارجية التركي إلى ليبيا الخميس مع تصريحات جديدة صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد فيها أن أنقرة نقلت دفعة جديدة من المرتزقة المنتمين إلى الفصائل السورية الموالية لها إلى الأراضي الليبية. وكشف المرصد أن نقل دفعة جديدة من المرتزقة يأتي في إطار استمرار أنقرة في مثل هذه الانتهاكات في حق ليبيا وشعبها، حيث تجند هؤلاء المرتزقة للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق. ووصلت دفعة جديدة من المرتزقة خلال اليومين الماضيين يقدر عدد عناصرها بحوالي 300 مقاتل من فصائل “السلطان مراد وفرقة الحمزة والسلطان سليمان شاه” وفق المرصد السوري. وارتفع عدد المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا إلى نحو 17300 من الجنسية السورية بينهم 350 مقاتلا لم يبلغوا بعد سن الـ18. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف في وقت سابق أن عدد المرتزقة المتطرفين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا للمشاركة في الصراع هناك بلغ 10 آلاف خلال الأشهر الماضية.
مشاركة :