عقيل الحلالي (صنعاء): قتل 43 مدنياً على الأقل وجرح أكثر من 170 آخرين في مجزرة ارتكبتها الميليشيات الحوثية المرتبطة بإيران في عدن، بعد ساعات على تفجيرهم المخزون الاستراتيجي من الوقود المنزلي لمحافظتي تعز وإب في وسط البلاد لتخفيف الضغط عليهم جراء الانتصارات المتوالية لجماعات المقاومة المحلية في المعارك على الأرض، فيما بدأت الحكومة اليمنية الشرعية، أمس الأحد، العمل على تطبيع الأوضاع في مدينة عدن الجنوبية بعد يومين على تحريرها ،مع استمرار المواجهات المتقطعة في بعض المناطق التي لا يزال المتمردون يتمركزون فيها، فيما شرعت المقاومة الشعبية ووحدات من الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، وبدعم من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، بتضييق الخناق على المليشيات المتمردة تمهيدا لإسقاط قاعدة العند الجوية ومعسكر اللواء 115 مشاه في محافظتي لحج وأبين الجنوبيتين. وأكدت مصادر طبية يمنية في مدينة عدن أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا أمس الأحد جراء قصف عشوائي من قبل الجماعة الحوثية بدعم من قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لأحياء سكنية شمال مدينة عدن. وقالت المصادر: إن الحوثيين قصفوا أحياء سكنية في منطقة دار سعد شمال عدن، بصواريخ كاتيوشا وقذائف هاون، ما أسفر عن سقوط 43 قتيلا وحوالي 170 جريحاً، كلهم مدنيون. وأشارت المصادر إلى أن العدد مرشح للزيادة بسبب وجود «إصابات حرجة» بين الجرحى جراء القصف العشوائي على تلك الأحياء. وتزامن ذلك مع اقتحام المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالي لهادي مديرية «التواهي»، آخر معاقل المتمردين في المدينة الاستراتيجية، حيث شن طيران التحالف العربي غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح، وكذلك في الضاحيتين الشمالية والشرقية للمدينة. وقالت مصادر في المقاومة ان المقاتلين المحليين تموضعوا في وسط «التواهي»، وسيطروا على معسكر الدفاع الجوي ومستشفى باصهيب في المديرية المطلة على الممر المائي لميناء عدن.وأكد مصدر عسكري، لفرانس برس، تقدم المقاومة والقوات الموالية للحكومة الشرعية في اتجاه «قصر رئاسة الجمهورية ومقر قيادة الفرقة الرابعة للجيش». وذكر مصدر عسكري آخر أن المقاتلين على الارض استفادوا من دعم جوي من قبل التحالف العربي الذي شن ليلا حوالى 15 غارة على مواقع المتمردين الحوثيين في «التواهي» ومناطق أخرى في أطراف المدينة، فيما أوقعت ضربة جوية على مديرية «خور مكسر»(شرق) تسعة قتلى في صفوف الحوثيين. ودمرت مقاتلات التحالف مستودعا للذخائر تابعا للمتمردين في نقطة «الرباط» الأمنية في شمال عدن ما أدى لوقوع انفجارات استمرت نحو ساعتين. وأسهمت الضربات الجوية للتحالف في تقدم مسلحي المقاومة الشعبية صوب معسكر اللواء 115 مشاة على ضواحي مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية، وقاعدة العند الجوية في محافظة لحج المجاورة. وقتل خمسة من رجال المقاومة وعشرات الحوثيين وجنود اللواء 115 بمعارك بين الطرفين، أمس، بالقرب من قاعدة اللواء الموالي للرئيس المخلوع. وفي محافظة لحج، أحكمت المقاومة الشعبية سيطرتها على مثلث العند القريب من القاعدة الجوية الأضخم في جنوب البلاد، وذلك بعد معارك عنيفة خلفت 30 قتيلا في صفوف الحوثيين وخمسة من رجال المقاومة الذين استولوا على معدات عسكرية ثقيلة كانت بحوزة المتمردين، حسب مصادر محلية مطلعة. إلى ذلك، فجر المتمردون الحوثيون، في وقت مبكر أمس الأحد، المخزون الاستراتيجي من الغاز المنزلي في محافظة تعز (جنوب غرب) حيث سيطر مقاتلو المقاومة على مناطق جديدة ومنشآت حكومية وخاصة، إضافة لمقر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح، وقال سكان ومسؤولون في المقاومة لـ(الاتحاد): إن الحوثيين قصفوا مستودعات تابعة لشركتي النفط والغاز في موقع «سد الجبلين» في منطقة «الضباب»، غرب تعز، ما أدى لوقوع انفجارات عنيفة أضاءت سماء المدينة جراء احتراق وانفجار نحو 63 ألف أسطوانة غاز منزلي. وحمّل المجلس العسكري التابع للمقاومة الشعبية في تعز، في بيان، المتمردين الحوثيين وصالح «مسؤولية تفجير وإحراق الاحتياطي الاستراتيجي من النفط والغاز في المحافظة»، واصفا ذلك بـ»العمل المجرم والجبان» الذي «لن يمر دون عقاب». وعزا البيان تفجير المخزون الاستراتيجي من الغاز المنزلي إلى محاولة الحوثيين «إخضاع السكان لهم بعد تلقيهم ضربات موجعة من الجيش الشرعي والمقاومة الشعبية». ... المزيد
مشاركة :