لبنان تائه بين انتخابات مبكرة وحكومة "لا يُعرف بعد شكلها أو لونها" | | صحيفة العرب

  • 8/12/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت- يسود الارتباك المشهد السياسي في لبنان في ظل غضب شعبي متصاعد يطالب بتغيير جوهري في قلب السلطة، رافضا لأي تحويرات شكلية من قبيل تشكيل حكومة جديدة من رحم المنظومة الحالية. حالة الارتباك لا تقتصر فقط على المنظومة الحاكمة بل وأيضا على الخصوم السياسيين المنقسمين بين شق يقوده حزب القوات اللبنانية ويدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وشق آخر يتقدمه تيار المستقبل يفضل التريث لوجود عوائق أمام تنفيذ هذا الخيار الذي يستوجب تغيير النظام الانتخابي، والأهم بالنسبة للمستقبل اتضاح الرؤية بخصوص المواقف الدولية، التي يبدو أنها تدعم خيار تشكيل حكومة لبضعة أشهر بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية خلف الكواليس والتي يتداخل معها المحلي بالإقليمي والدولي. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء إلى تشكيل حكومة في لبنان على وجه السرعة. وأضاف لودريان في بيان أن بلاده تدرك خطورة الوضع في هذا البلد وأهمية الاستجابة لتطلعات الشعب اللبناني. وحث على ضرورة الاستماع إلى مطالب اللبنانيين بالإصلاح والإدارة، وتشكيل حكومة بسرعة تثبت نفسها للشعب وتجد حلولاً لمشاكل البلاد الأساسية. وتعكس تصريحات الوزير الفرنسي بشأن تشكيل حكومة جديدة أن مقترح إحداث تغيير سياسي شامل في لبنان الذي عرضه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأسبوع الماضي لبيروت، تم إرجاؤه إلى حين التوصل إلى توافقات أشمل. وأعلن رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، الاثنين استقالة حكومته، وذلك على وقع تفجير مرفأ بيروت، وقبل الرئيس ميشال عون، استقالة حكومة دياب، وكلفها بتصريف الأعمال في البلد الذي يشهد تطورات سياسية ساخنة ومتسارعة. وبدأت الثلاثاء مشاورات سياسية هي أقرب لجس النبض تقودها أطراف في السلطة بشأن تسمية رئيس حكومة جديد في لبنان، وسط صعود لافت لمقترح تكليف السفير الأسبق والقاضي الحالي لمحكمة العدل الدولية نواف سلام، الذي سبق ورفضه حزب الله عند استقالة حكومة سعد الحريري في أكتوبر الماضي. وتشكيل حكومة جديدة في لبنان لا يخلو، كما الحال بالنسبة للانتخابات النيابية المبكرة، من محاذير، حيث أنه من غير المرجح أن يقبل الشارع اللبناني المنتفض حكومة تختارها القوى السياسية المؤثثة للمشهد حاليا، بغض النظر عن التسميات “حكومة تكنوقراط” أو حكومة “وحدة وطنية”. وغرّد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري حسين الوجه، عبر “تويتر”، قائلاً “‏يؤكد الرئيس ‏سعد الحريري أنه غير معني بالتحليلات والأخبار التي يتداولها الإعلام بشأن عودته إلى رئاسة ‏الحكومة، وأن جهده وجهد الكتلة والتيار ينصب الآن على وسائل رفع الكارثة عن بيروت ‏وأهلها”.‏ ويقول محللون إنّ طرح تشكيل حكومة “حياد” أمر ليس بالسهولة المطروحة، لاسيما وأن حزب الله ليس في وارد القبول بها خشية فقدان ما حققه سياسيا على مدى السنوات الأخيرة، وأن قبوله بهذا المقترح بالتأكيد سيكون ضمن شروط يطرحها.

مشاركة :