بعد عمليات التصحيح: هل نجحنا؟ | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 11/10/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هل نجحت العملية، لكن مات المريض!! سؤال خطر على ذهني وأنا أشاهد صورة معالي أمين المدينة المنورة، وهو يسهم في كنس بعض شوارع المدينة المنورة، بعد اختفاء عمال النظافة الذين على ما يبدو أصابتهم (طرطشة) عمليات تصحيح أوضاع العمالة فباتوا من المخالفين، وللعقوبة معرضين. صراحة لا أحد ينكر أن للعملية آثارها الإيجابية الصحية، والتي تجاوزت تصحيح بعض أوضاع المخالفين، وفرز حالات معظم المخالفين الذين لم يجدوا كفلاء يتبنونهم، حتى ولو بصورة (شكلية) كما كان الحال قبل 1 محرم 1435هــ، إذ دأب المحظوظون ممن مُنحوا ألوف التأشيرات على استقدام عمالة لا يحتاجونها، وإنما (يشفطون) جهودها وأموالها ثم يلقون بهم إلى الشوارع والطرقات ليعملوا كيفما شاؤوا، ويسددوا ما عليهم للكفيل الظالم حتى يضمن لهم إصدار (رخصة الإقامة) كل عام، ولا بديل إلا إقامة غير نظامية قد تنتهي إلى ممارسة أعمال إجرامية ولا أخلاقية. لكن في المقابل عانت كثير من المؤسسات الاقتصادية الوطنية لأن واقعها فرض عليها الاستعانة بعمالة نظامية وغير نظامية، وكلتاهما في الوضع الجديد غير نظامية، فحامل الإقامة النظامية الذي يعمل لدى غير كفيله يعرض نفسه وكفيله والذي يعمل عنده لعقوبات نظامية. وأما سبب لجوء عدد من المؤسسات لهذا النوع من العمالة، فلأنها مجبرة لا مخيرة. وحكى لي زميل موثوق صاحب مؤسسة للبناء والتشييد أنه تقدم لوزارة العمل بطلب لاستقدام 80 عاملاً يتطلبهم العمل في مشروع بناء مركز تجاري وسكني بارتفاع 14 طابقاً، فصدرت موافقة مكتب العمل على منحه (8) تأشيرات فقط مع أنه أرفق كل الإثباتات الرسمية الصادرة من الأمانة وكتابة العدل وغيرها. يقول صاحبي إنها مسألة هوى يتحكم فيها موظف بسيط... قرارات غير مدروسة لا يهمها نجاح المنشأة الوطنية أو إخفاقها! كيف يستقيم شأن مؤسساتنا الوطنية إذا افترضنا دائماً أنها تزور الحقائق وتبالغ في المطالب! وكيف نطالبها بالسعودة! ولا سعوديون يرغبون في ممارسة أي من أعمال البناء والتشييد على كثرة الطلب عليها وارتفاع المردود المادي من ورائها. إنها بصراحة معادلة صعبة جداً تستدعي أن نعيد السؤال: هل نجحت العملية؟ وهل تعافى المريض؟ salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :