هل من متعظ؟! | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 8/20/2014
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

مؤخراً صدرت أحكام نهائية واجبة التنفيذ غير قابلة للاستئناف ضد بعض المتهمين في قضايا سيول جدة وما تشعب منها في قضايا منح صكوك استحكام على أراضٍ في أودية تسيل أو تصاريح بناء في مناطق معروضة لأخطار أودية تسيل. أولاً أعوذ بالله أن أكون من الشامتين، بل هي رسالة لنفسي ولغيري طمعاً في أن نكون من المتعظين. وأحسب لو أن الزمن عاد إلى الوراء سنين لاستعاذ كل من هؤلاء من شر المنصب، ومن سوء البطانة التي تزين التجاوزات والانتهاكات، ويلبسونها لباس الحكمة والمصلحة والعقل، بل لربما جاءوا بمن يضفي عليها «مسوح» الدين وأقوال المتفيقهين. الدرس الأول: هل كنا بحاجة إلى كل تلك السنوات الطوال لنكتشف تلك التجاوزات والانتهاكات؟ وهل كانت فواجع سيول جدة هي الشرارة الوحيدة التي أضاءت ما حولها فظهرت بفضلها كل تلك المخالفات والموبقات؟ الدرس الثاني: لماذا لا يتم تقويم أداء كل مسؤول تقويماً علمياً وظيفياً حتى لا تستمر الأخطاء عن حسن نية أو التجاوزات عن سوء طوية؟ ما الذي يمنع (نزاهة) اليوم من أخذ مبادرة في هذا الاتجاه؟ لماذا نستغني عن درهم وقاية لننفق قنطار علاج؟ لماذا لا نقف في صف المسؤول حتى نعينه على نفسه أولاً (والنفس أمارة بالسوء)، ثم نعينه على حسن الأداء ثانياً. كل الذي يجري اليوم هو همسات وربما بعض صيحات تتعالى في مجلس الشورى أو من بعض الأقلام في الصحافة ووسائل الإعلام. لكنها غير منظمة، ولا تفضي إلى آلية مقننة وخطط محكمة لدرء الفساد ،شبهته ويقينه وأوله وآخره. وأعود إلى المحكوم عليهم فأتساءل: ماذا يجدي الثراء السريع؟ وماذا يجدي الصعود الصاروخي؟ وماذا يجدي المقام الفاره والمركب الفاخر؟ ماذا يجدي الصيت البالغ والوجاهة الزائفة؟ ماذا يجدي ذلك كله إن رافقه وخز في الضمير ومحق للبركة وعقوق في الأبناء وعلل في الجسد؟ وكل ذلك إن لم تُكشف لك خفايا، ولم تلاحقك اتهامات، ولم تقف متهماً في مجلس القضاء! وأما إن دارت الدوائر وانكشف المستور، فالعاقبة كما ترون لا نريدها لأحد، بل الأمل أن يكون كل مسؤول قمة شماء كأنه جبل أحد!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :