يواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التصدي لتجاوزات قوات الوفاق الهادفة للسيطرة على مدن استراتيجية بالمنطقة، مع تكثيف عمليات التحشيد والتأهب وهو ما ينذرباحتدام المعارك بين طرفي النزاع مرة أخرى. تونس- قطع سلاح الجو التابع للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الهدوء الحذر الذي يسود الجبهة العسكرية منذ عدة أيام، وجعلها تتدحرج نحو جولة جديدة من القتال باتت مُرتقبة في قادم الأيام على طول خط سرت – الجفرة. وبدأت التقديرات تتسع مع هذا التطور الميداني الذي تزامن مع رصد تحركات وُصفت بـ”المشبوهة” للميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج، ترافقت مع عمليات تحشيد وتأهب في عدة مناطق منها ترهونة وسوق الخميس ومسيحل. وتُنذر هذه التطورات بمُتغيرات قادمة، قد تبعث برسائل بقوة الصواريخ لتحريك عناصر الصراع الحالي الذي تتداخل فيه العوامل المحلية والإقليمية والدولية، لاسيما في هذا الوقت الذي يتسم بتعثر التحركات السياسية والدبلوماسية. وتدخل الغارات الجوية التي استهدفت فجر الخميس معاقل سرايا الميليشيات والمرتزقة الموالين لحكومة السراج في شرق مدينة مصراتة، في سياق المُتغيرات المُرتقبة التي تشي بمناخ يدفع نحو عودة التوتر. وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي أن “مقاتلات سلاح الجو بالقوات المسلحة الليبية استهدفت صباح الخميس مواقع وتمركزات للحشد الميليشياوي ومرتزقة الغزو التركي في وادي بي الكبير ومنطقة أبونجيم شرق مصراتة”. عقيلة الصابر: الجيش الليبي جاهز للتعامل مع أي هجوم على سرت والجفرة عقيلة الصابر: الجيش الليبي جاهز للتعامل مع أي هجوم على سرت والجفرة وأضافت أن سلاح الجو الليبي شن سلسلة غارات جوية عنيفة على ميليشيات حكومة الوفاق باتجاه منطقة الجفرة بالقرب من كوبري السدادة الواقع بين أبوقرين و تاورغاء، في الطريق بين مدينتي سرت ومصراتة. وأشارت إلى أنها المرة الثانية التي “تستهدف فيها مقاتلات سلاح الجو ميليشيات الغزو التركي بالقرب من جسر السدادة شرق مدينة مصراتة”، وذلك في الوقت الذي أكد فيه عقيلة الصابر عضو شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، أن الغارات استخدمت قوة متقدمة من الميليشيات اتجاه منطقة الجفرة في وادي أبونجيم ووادي بي الكبير. وتُعتبر منطقة “وادي بي الكبير” بمثابة نقطة اقتراب استراتيجية نحو خط سرت – الجفرة من الجهة الشمالية الغربية لدفاعات الجيش الليبي، ما يعني أن استهدافها يعكس تصميما على عدم السماح للميليشيات بالاقتراب من خط التماس سرت – الجفرة. وتأتي هذه الغارات الجوية بعد يوم من استهداف قوات الدفاع الساحلي لقارب اخترق الحظر البحري أمام شواطئ راس لانوف، حيث قال الصابر إن سلاح الجو الليبي استهدف الإثنين الماضي قاربا يُقل عددا من عناصر المرتزقة الموالين لتركيا عقب دخولهم لمنطقة الحظر البحري. وقال إن قوات الدفاع الساحلي “تمكنت من تسديد ضربة قاسمة لقارب يقل عناصر من مرتزقة حكومة الوفاق عند دخوله لمنطقة الحظر البحري في منطقة خليج التحدي، ودمرته بالكامل”. وأكد الصابر قائلا “وحداتنا في جاهزية تامة للتعامل مع أي طارئ خصوصا بعد تواتر أنباء عن نية الميليشيات شن هجوم على مراصد الجيش الليبي في مدينة سرت ومنطقة الجفرة”. وفي وقت سابق، أعلن الفريق صقر الجروشي قائد عمليات الجيش الليبي أن المنطقة الممتدة من مدينة سرت إلى بويرات لحسون منطقة محظورة يمنع تواجد المدنيين والمرتزقة الموالين لحكومة الوفاق فيها. وأمام هذا الوضع، عاد المراقبون إلى التحذير مُجددا من أن هذه التطورات قد تفتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد، قد يُخرج الملف الليبي بتعقيداته المُتشابكة من دائرة فتور التحركات السياسية والدبلوماسية إلى مربع التوتر الصاخب. ويستند هذا التحذير على جملة من المؤشرات التي بدأت تتراكم على الميدان، منها تزايد الحشود العسكرية في عدة مناطق منها ترهونة وسوق الخميس ومسيحل ودرنة، وكذلك أيضا في المنطقة الجنوبية. وكشف محمد الشريف، الخبير الليبي في شؤون الجماعات الإرهابية في ليبيا في تصريحات سابقة عن تحركات وصفها بـ”المشبوهة” مجموعات “شورى درنة وبنغازي”، ومن قيادات داعش في المنطقة الجنوبية. وفيما أشار الشريف إلى أن تلك التحركات تشمل خط “الهروج الأسود ومرزق”، في جنوب ووسط ليبيا، أكدت مصادر عسكرية ليبية رصد انتشار واسع للميليشيات والمرتزقة في عدة مناطق داخل ترهونة وعلى حدودها الشمالية. تُنذر هذه التطورات بمُتغيرات قادمة، قد تبعث برسائل بقوة الصواريخ لتحريك عناصر الصراع الحالي الذي تتداخل فيه العوامل المحلية والإقليمية والدولية وترافق ذلك الانتشار مع تسجيل تزايد تدفق الأرتال العسكرية والآليات من مصراتة على ترهونة، وسط تقديرات بأن الميليشيات التابعة لحكومة السراج بصدد تهيئة مهبط للطائرات لاستعماله في الأغراض العسكرية. وأكدت أن كل المُعطيات تُشير إلى أن ميليشيات حكومة السراج تعمل حاليا على إنشاء مهبط عسكري لتعزيز عملياتها بالمنطقة، وتوسيع مواقعها باتجاه الجنوب الغربي، وخصوصا في مدينتي ترهونة وبني وليد. ويبدو أن هذه التطورات هي التي دفعت اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، إلى التأكيد مساء الأربعاء على أن الجيش الليبي “اتخذ كل التدابير اللازمة لمواجهة أي تطور في منطقة شرق مدينة مصراتة”. ولا يُخفي الجيش الليبي حذره من مُخططات ميليشيات حكومة السراج التي تواصل حشد المرتزقة للهجوم على مدينة سرت ومنطقة الجفرة تمهيدا لاحتلال الحقول والمواني
مشاركة :