موسكو - قام فيسبوك بحذف منشورات المستخدمين التي تتناول أنباء تسجيل اللقاح الروسي ضد فايروس كورونا، وحظر أصحاب هذه الحسابات لـمدد متفاوتة. وجاء في سبب حذف المنشور أن الحساب ينتهك “معايير مجتمع فيسبوك” Against Community Standards، حيث تمثل “الأخبار الزائفة” خطرا على صحة مستخدمي فيسبوك، وفقا للموقع. وجاء ذلك عقب إعلان روسيا تسجيل اللقاح الروسي ضد كوفيد – 19، والذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وردا على نشر هذه الأخبار في فيسبوك حذف الموقع المنشورات وحظر أصحاب الحسابات لمدد متفاوتة. وعلقت مديرة القناة العربية لشبكة آرتي، مايا مناع، بأن فيسبوك قرر حظر صفحات صحفيي آرتي، الذين أعادوا نشر خبر اللقاح الروسي ضد كوفيد – 19 على صفحاتهم الشخصية، وهو ما يعني أن “كل الأنباء الخاصة بأول لقاح روسي ضد كوفيد – 19 خطر على الصحة العامة”، وتساءلت عن رأي المستخدمين في “هذه الدرجة من ‘الاهتمام’ و’الرعاية’؟”. وفي سياق آخر، بعد إعلان روسيا نجاحها في تطوير لقاح ضدّ فايروس كورونا وتأكيد الرئيس الروسي أنّ إحدى بناته تلقّته، انتشر على مواقع التواصل وفي عدة مواقع إخباريّة فيديو يدّعي ناشروه أنّه يُظهر ابنة فلاديمير بوتين تتلقّى اللقاح. لكنّ الفتاة التي تظهر في الفيديو هي في الحقيقة متطوّعة روسيّة تشارك في التجارب. تبدو في الفيديو فتاة تضع كمامة وتخضع للمعاينة داخل مستشفى أو عيادة من قبل شخصٍ يرتدي ملابس واقية، وجاء في النصّ المرافق له “شاهد ابنة الرئيس الروسي تتلقى اللقاح الذي أعلن عنه فلاديمير بوتين (…) كأول لقاح لكورونا في العالم”. حظي الفيديو بآلاف المشاهدات في مواقع التواصل الاجتماعي كما نشرته عدة مواقع إخباريّة. وأطلق على اللقاح اسم”سبوتنيك في”: “سبوتنيك” تيمّنا باسم القمر الاصطناعي السوفييتي الذي كان أول مركبة فضائية توضع في المدار، و”في” تمثل أول حرف من كلمة لقاح في عدة لغات أجنبية. الوسائل الإعلاميّة المحليّة والرسميّة الروسية لم تنشر أيّ صورة لابنة بوتين وهي تتلقّى اللقاح وقوبل الإعلان الروسي بالتشكيك، واعتبر في سائر أنحاء العالم سابقا لأوانه على أحسن تقدير. وأكد بوتين أن إحدى ابنتيه تلقّت اللقاح، لكنّ الفيديو المتداول لا يظهر ابنته؛ فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، كشف البحث أنّ المقطع نشر في 20 يوليو 2020 على موقع “روسيا اليوم” ضمن تقريرٍ عن مشاركة دفعة من المتطوّعين في تجربة للقاح ضدّ فايروس كورونا المستجدّ من أحد المستشفيات العسكريّة الروسيّة، أي قبل أكثر من 20 يوما على الإعلان الرسمي عن اللقاح. والفتاة التي تظهر في المقطع ليست ابنة بوتين، وتدعى ناتاليا بحسب تلفزيون Zvezda التابع لوزارة الدفاع والذي بثّ مقطعا تتحدث فيه ناتاليا عن تجربتها. وجاء في النصّ المرافق أنّها طالبة في الأكاديميّة الطبيّة العسكريّة في موسكو وهي من بين المتطوّعين لاختبار اللقاح. وفي فيديو آخر تروي ناتاليا أنّ الأمر جرى بسهولة دون آلام. ولبوتين ابنتان، الأولى تدعى ماريا فورونتسوفا والثانية كاترينا تيخونوفا، وغالبا ما يحيط الرئيس الروسي كل ما يتعلّق بهما بالتكتّم. ولم تنشر الوسائل الإعلاميّة المحليّة والرسميّة أيّ صورة لابنة بوتين وهي تتلقّى اللقاح. والمرجّح أن الأكبر سنا، ماريا، هي من تلقت الطعم التجريبي بذراعها، وكان ذلك في يوليو الماضي، لأنها طبيبة ولديها تعامل سابق مع التطعيم واللقاحات. ونقلت وكالة أنترفاكس الروسية عن بوتين قوله إن ابنته شعرت بارتفاع حرارتها درجة واحدة فقط، فأصبحت 38 بعد الطعم الأول، وعادت طبيعية إلى 37 في اليوم التالي، وفيه ارتفعت إلى 38 مجددا بعد تلقيها جرعة الطعم الثاني، “وبعد أن أصبحت لديها كمية كبيرة من الأجسام المضادة، سارت الأمور على ما يرام” كما قال. وتبلغ ماريا ابنة بوتين من العمر 35 عاما، وتستخدم الاسم فورونتسوفا، وتعمل في مجال البحث الطبي وهي خبيرة في القزامة، أما ابنته الثانية كاترينا، البالغة 33 عاما، فتعرف بالاسم العائلي لوالدة أمها، تيخونوفا، وقد انتقلت من كونها راقصة موسيقى الروك إلى قيادة مبادرة روسية في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان الملياردير السابق سيرغي بوغاتشيف (57 عاما)، الذي كان صديقا مقربا لبوتين وخسر معركة قضائية ضد الدولة الروسية بقيمة 11.6 مليار جنيه إسترليني أمام محكمة تحكيم في باريس، سرب صورا لابنتي بوتين. وعلّقت منظمة الصحة العالمية على إعلان الكرملين عن نجاح اللقاح، فدعت إلى توخي الحذر، مشددة على أن “المرحلة التي تسبق الترخيص لأي لقاح تمرّ عبر آليات صارمة”. كما أبدى وزير الصحة الأميركي أليكس عازار شكوكا، مشيرا إلى أن تجارب اللقاح الأولى منقوصة من المعطيات.
مشاركة :