بوح الهاجس محمد الرياني الجبال تخرج عن صمتها عندما تغرقها المزن ،تهمي على سناها فتنساب نحو الأعماق ،تجري المياه نحو الأسافل والوديان ،يفرح كل شيء ،تتألق الحياة بين السهول في رحلة وسط الخضرة التي أخرجها الماء، تغرد الألسنة مع العصافير على الأرض الخضراء، وللعاشقين تحلو الليالي ،يكبر القمر في نظرهم حتى يصبح قريبا من البطحاء التي يسمرون عليها ،ويبيض التراب حتى يصير أبياتا من قصائدهم ، تتألق النايات لتطرد مسحة الحزن التي تسكن في فتحاتها ،تطرب الآخرين بمزمارها الذي زار كل الأماكن ، وللحروف ألف معنى ومعنى ، تبوح بمكنوناتها ،ينطق كل حرف بيتا من المعاني ،وتلقي المعاني كل معاني الفرح المختبئة في أضلاعها ،بوح الهاجس يطوف الجبال ،يتنقل بين السهول ،ينظم الحروف كرؤوس الزهور،وتزهر المعاني في حدائق الهاجس كأنفاس الربيع ، يبوح الهاجس بأشواقه فتورق كلماته، شاعر يزرع ويقطف العبارات كألوان الزهور التي تعيش بين المطر والأرض ، الشريف الشاعر حمد العبدلي يحاكي المزن ، ينساب كالشلال نحو الجداول ، هو تلك التفاصيل التي تضفي على الجمال جمالا ،وعلى المعاني روعة وبيانا ، أشكره وقد منحني بعضا من حروفه في ليلة هتان بارد.
مشاركة :