الميليشيات العراقية تستبق زيارة الكاظمي إلى واشنطن بمزيد من الهجمات | | صحيفة العرب

  • 8/16/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد – كثّفت الميليشيات العراقية الشيعية الموالية لإيران من أنشطتها العدائية ضد مصالح القوات الأميركية في البلاد ومواقعها، بالتزامن مع اقتراب موعد زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى واشنطن في العشرين من أغسطس الجاري. وتعرّض معسكر يستضيف قوات أميركية في مطار بغداد وآخر في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية، مع أرتال مخصصة للدعم اللوجستي جنوب البلاد إلى هجمات صاروخية وتفجيرات خلال اليومين الماضيين لم تسفر عن سقوط ضحايا. ونفذت الهجمات على المعسكرات في بغداد وشمالها بصواريخ الكاتيوشا بينما نفذت الهجمات على الأرتال في جنوب العراق بواسطة عبوات ناسفة. وقالت القيادة العسكرية إن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت على قاعدة بلد الجوية، قرب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، الخميس، من دون تسجيل خسائر. وتربض في هذه القاعدة طائرات الـ”أف 16” التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة، وعددها 34، حيث كانت تستضيف خبراء أميركيين للصيانة والتدريب. وأدت هجمات الميليشيات الشيعية المتزايدة على هذه القاعدة إلى مغادرة جميع الخبراء الأميركيين والقوات المخصّصة لحمايتهم، ما ترك سرب الـ”أف 16” في وضع مزر، حتى أنها خرجت من الخدمة تقريبا، بسبب سوء الإدارة والفساد. وبعد ساعات من الهجوم على قاعدة بلد، انفجرت “عبوة ناسفة على إحدى عجلات رتل للشركات المتعاقدة مع قوات التحالف الدولي، قرب جسر الديوانية في الخط السريع”، جنوب البلاد. ونظرا لخشية فرق الإطفاء الاقتراب من الحريق لمعالجته بسبب مراقبة الميليشيات للموقع، انتقلت النيران من عجلة إلى أخرى، ما زاد من حجم الأضرار. وأقرّ الجيش الأميركي بوقوع هجمات على أرتال تابعة له في جنوب البلاد، لكنه أكد أن جميعها تحمل معدات دعم لوجستي موجهة لمساعدة القوات العراقية. وذكر أنه ينقل ما يحتاجه من معدات بسيطة إلى العراق عبر جسر جوي مع الكويت، بينما يرسل المعدات الثقيلة المخصصة للقوات العراقية برا. ويقول الجيش الأميركي إنه يتعاقد مع شركات نقل مدنية عراقية تستخدم سائقين عراقيين لنقل معدات الدعم اللوجستي لصالح القوات العراقية عبر الكويت، مؤكدا أنه لا يتقاضى من الجانب العراقي أيّ أموال لقاء هذه المعدات أو نقلها. ويوم الجمعة، أعلنت القيادة العسكرية العراقية “سقوط ثلاثة صواريخ نوع كاتيوشا في محيط مطار بغداد الدولي، دون خسائر تذكر”. ويوحي تنفيذ هذه الهجمات من دون تسبّبها في قتلى أو جرحى في صفوف القوات الأميركية أن هدفها إعلامي بحت، إذ تخشى الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، أن يكون الردّ الأميركي مدمرا، في حال سقوط ضحايا بسبب هجماتها على مصالح الولايات المتحدة. الكاظمي يبحث خلال زيارته إ لى واشنطن ملف الوجود الأميركي في العراق الكاظمي يبحث خلال زيارته إلى واشنطن ملف الوجود الأميركي في العراق وتكبدت هذه الميليشيات خسائر بشرية ومادية فادحة عندما أدت إحدى هجماتها على معسكر في مدينة كركوك إلى مقتل متقاعد أميركي في ديسمبر من العام الماضي، إذ ردّ الجيش الأميركي بغارات استهدفت مواقع لفصائل موالية لإيران قرب الحدود السورية، سقط خلالها نحو 20 قتيلا، وتسببت في دمار عدد من مخازن السلاح. ويقول مراقبون إنّ إيران تحاول تذكير الكاظمي بسطوتها في العراق قبيل توجهه نحو الولايات المتحدة، إذ من المنتظر أن يطرح مستقبل الجماعات الشيعية المسلحة ومصير القوات الأميركية على طاولة البحث في واشنطن مع المسؤول الأميركيين. ويقول أحمد الكناني، وهو نائب عن ميليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي إن “وجود القوات الأميركية في العراق هو ما يسوّغ أنشطة المقاومة”، في إشارة إلى عمليات الاستهداف المتكرر لمصالح الولايات المتحدة في العراق. ويرى الكناني أن خروج الأميركيين من العراق هو أفضل طريقة لاحتواء السلاح المنفلت. وكثفت الأحزاب الشيعية العراقية التابعة لإيران، خلال الأيام القليلة الماضية، من استخدامها لفرضية الربط بين وجود القوات الأميركية والسلاح المنفلت، وهو ما أشاع حالة من عدم الثقة، حتى داخل الأوساط الشيعية الشعبية، بشأن نوايا إيران وحلفائها لعراق خال من الأميركيين. ويعتقد ساسة سنة وكرد، وشيعة أيضا، أن الميليشيات العراقية التابعة لإيران ستقفز إلى الإمساك بالسلطة في العراق علنا، بمجرد مغادرة القوات الأميركية، وسط توقعات بأن طهران تجهز لابتلاع بغداد منذ أعوام. ويقول مراقبون إن حملة القصف والتصريحات الأخيرة هدفها دفع الكاظمي إلى مطالبة الأميركيين بالخروج من العراق، وهو أمر غير وارد لدى رئيس الوزراء العراقي ولا لدى واشنطن. وقال الجنرال كينيث ماكنزي، وهو القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، إنه يتوقع أن تحافظ القوات الأميركية وقوات الناتو الأخرى على “وجود طويل الأمد” في العراق، للمساعدة في محاربة المتطرفين ولوقف النفوذ الإيراني في البلاد. وهذه هي الإشارة العسكرية الأميركية الأولى والأوضح بشأن نوايا الجيش الأميركي في العراق وخططه بشأن إيران التي يبدو أن حلفاءها في بغداد فقدوا أمل الانفراد بالبلاد والسيطرة عليها.

مشاركة :