الاتفاق الأمني مع واشنطن يضع الكاظمي في مواجهة الميليشيات الحليفة لإيران | | صحيفة العرب

  • 8/22/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي صفعة قوية لإيران وأتباعها في العراق عندما أقر “التزاما أمنيًّا طويل الأمد” مع الولايات المتحدة، التي يبدو أن زيارته إليها قد حققت نجاحات كبيرة. ووصل الكاظمي إلى واشنطن الثلاثاء، حيث التقى أركان الإدارة الأميركية يتقدمهم الرئيس دونالد ترامب، كما أجرى مباحثات اقتصادية مع صندوق النقد الدولي ومنتديات تضم نخبا من رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبرى. ونص الإعلان الرسمي الصادر عن اختتام اللقاء بين الكاظمي وترامب في البيت الأبيض على أن “الشراكة الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة مبنية على رغبة مشتركة في تحقيق الأمن والازدهار”، وهي عبارة أسالت الكثير من الحبر على أوراق إيران وأتباعها في بغداد. وأكد العراق والولايات المتحدة في هذا البيان المشترك على التزامهما “طويل الأمد بالتنسيق الأمني الثنائي، لأجل بناء قدرات الجيش العراقي ولأجل مواجهة التهديدات لمصالحنا المشتركة”. كما شدد البلدان على أن تعاونهما “الأمني يضع أساسا لتوسيع جهود التعاون في المجالات الاقتصادية، والإنسانية، والسياسية، والثقافية”. وشنت “فصائل المقاومة العراقية”، وهو عنوان تستخدمه الميليشيات العراقية التابعة لإيران كلما قررت توحيد مواقفها، هجوما حادا على الكاظمي بسبب تفاهماته الواسعة مع الإدارة الأميركية خلال زيارته الولايات المتحدة. وهددت بـ”الانتقال من مرحلة العمل المقاوم التدريجي السابق ومنح الفرصة للحوار السياسي إلى مرحلة التصعيد واستهداف المصالح الأميركية وزلزلة الأرض تحت قواتهم المحتلة”. ويقول مراقبون إن التفاهمات الناجمة عن زيارة الكاظمي إلى واشنطن تضع الميليشيات العراقية التابعة لإيران تحت ضغط المواجهة التي لا يمكن تحديد موعدها، وتحول قادتها إلى أهداف قد تقع في أية لحظة، ما لم تذعن لقرار الحكومة في بغداد. ويقول سياسي سني بارز تحدث إلى “العرب”، شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن “نجاح الزيارة بهذا الشكل الكبير حول الميليشيات الموالية لإيران إلى أهداف، لكنه فرض على الكاظمي أيضا أن يواجهها”. وقالت الميليشيات إن رئيس الوزراء عاد من واشنطن بـ”مشاريع بعضها تسويقية للإعلام والخداع وبعضها للنهب والسرقة والاستعمار والتوسع الجديد للهيمنة الأميركية على مقدرات العراق”. تعاون يزعج الميليشيات تعاون يزعج الميليشيات وعبرت الميليشيات الموالية لإيران عن خيبة أملها إزاء عدم التزام الكاظمي بـ”تنفيذ قرار الشعب العراقي الذي خرج بمظاهرات مليونية واتخذ قراره بأن وجود الاحتلال الأميركي وخرابه ودماره وتمويله للإرهاب وصناعة الأزمات وخلق الفوضى ليعيث في اقتصاد العراق وأرضه فسادا وينهب خيراته يجب أن ينتهي”. وتضيف الميليشيات أنها فوجئت “من أن زيارة رئيس الوزراء لم تتضمن تنفيذ قرار إخراج القوات المحتلة الأميركية بشكل كامل ونعد ذلك التفافا على سيادة العراق وكرامة شعبه والتفافا على الدستور والقانون الذي يلزمه تنفيذ قرار مجلس النواب”. وترى الميليشيات الشيعية التابعة لإيران أن “عودة رئيس الوزراء من غير تحقيق قرار الشعب والبرلمان والحكومة وما قطعه من وعد على نفسه معنا ومع القوى العراقية بأن يكون رجل دولة بحجم العراق يدافع عن سيادة بلده وينهي الاحتلال الأميركي فإن المقاومة العراقية (…) لها الحق بالانتقال إلى مرحلة التصعيد واستهداف كل المصالح الأميركية”. ويقول مراقبون إن إيران تحاول أن تضع جميع خصومها في سلة واحدة داخل العراق، وتختلق ذرائع متنوعة تبرر استهدافهم جميعا. وتشير مصادر استخبارية عراقية إلى أن فرق الاغتيال العراقية التي تديرها إيران تحركت بالتزامن من وجود الكاظمي في واشنطن لاستهداف عدد من النشطاء، الداعين إلى انفتاح العراق على علاقات عربية ودولية، في بغداد وجنوب العراق. ويقول نشطاء إنهم يتلقون في الأيام الأخيرة تهديدات منتظمة من ميليشيات تعارض تطور العلاقات بين العراق والولايات المتحدة. ويتوقع مراقبون أن يدخل العراق، في غضون أسابيع، مرحلة من التصعيد بين الحكومة التي قد يدعمها الشارع والميليشيات التي تديرها إيران.

مشاركة :