«لفيت كل المدن والهند والصيني، وخليت راسي فوق وما نزّلت عيني... ومهما عليّ قست أيامك يا الدهر، يكفيني كل الفخر إني فلسطيني»... ما ان بدأ نجم الغناء الأردني عمر العبدللات بهذا المطلع من أغنيته الجديدة «يا جبل ما يهزك ريحك»، التي أطلقها مساء الاثنين في افتتاح مهرجان البيرة الرابع للفولكلور، حتى اشتعلت مدرجات «ستاد البيرة الدولي»، وارتفعت الأعلام الفلسطينية والأردنية والكوفيتين البيضاء والسوداء (الفلسطينية)، والبيضاء والحمراء (الأردنية)، معلنة انطلاق المهرجان الذي تنظمه مؤسسة شباب البيرة بالتعاون مع بلديتها. أهدى العبدللات الأغنية الى الشعب الفلسطيني، وروح الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي لطالما كان يردد عبارة «يا جبل ما يهزك ريح» كلما اشتدت الأزمات. حول الأغنية، قال العبدللات في مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله، قبل الحفلة بساعات: «لا شك أن هذه العبارة اشتهرت على لسان الرئيس عرفات شهيد الأمة العربية... كثيرون يحبونه ليس فقط في فلسطين أو في الأردن، بل في كل أنحاء العالم، ويعلم الله كم أحـــبه... منذ كنت أسمعها على لسانه، وأنا أفكر في أن تكون عنـــواناً لأغنــية لي، ومنذ سنوات أحلم بأن ترى النور، وأتمنى أن يقبلها الشعب الفلسطيني هدية متواضعة مني لهم». والأغنية من كلمات العبدلات وألحانه. ومع ارتفاع وتيرة اللحن في أغنية «يا جبل ما يهزك ريح»، اعتلت أصوات الصفير والتصفيق بينما كان العبدللات يغني «ع المجوز ندبك ونطيح (ننزل إلى الساحات)، فلسطينية ما نطيح (لا نسقط ولا نستسلم) ... روسنا بالعلالي (مرتفعة)، ويا جبل ما يهزك ريح». وغنى العبدللات أمام عشاقه القادمين من مختلف المدن الفلسطينية، والذين غصت بهم مدرجات «استاد البيرة»، أغنيات تراوحت ما بين الوطنية الفلسطينية والأردنية والتراثية، وخصوصاً أغنياته الشهيرة المستلهمة من التراث الأردني والفلسطيني في «الأعراس»، والتي تتقاطع في شكل كبير بين الشعبين التوأمين، وأخرى من ألبومه الجديد «خد الرمان». كما أدى أغنيات مثل «يا سعد» التي أطلقها في العام 1989، وأعاد توزيعها أخيراً، و«شكلة بكلة»، و«صفي النية»، وغيرها، إضافة إلى أغنيات من التراث الشامي، وأغنيته الشهيرة «الدحية» بنسختها الأصلية، وبنسخة خاصة عبّر من خلالها عن الارتباط الكبير ما بين الشعبين الأردني والفلسطيني. وأكد العبدللات اكثر من مرة، أمام جمهور مهرجان البيرة الذي خرج يتغنى بروعة الحفلة والأداء والتنظيم، أنهما «شعب واحد مش شعبين»، هو الذي يغني لفلسطين للمرة الثانية، بعد حفلة له قبل سنوات في قصر رام الله الثقافي. يذكر، أن المهرجان يتواصل لثلاثة أيام، ويستضيف إضافة إلى العبدللات، النجم الفلسطيني الشاب هيثم خلايلة، والمنشدة الفلسطينية ميس شلش، وفرقة موال النصراوية للرقص الشعبي والمعاصر.
مشاركة :