صناديق دعم الصحافة خطوة على طريق إنقاذ القطاع المتأزم | | صحيفة العرب

  • 8/17/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت منظمات وهيئات دولية صناديق لدعم الصحافة في أنحاء متفرقة من العالم، لكنها تبقى فردية ومعنية بالصحافيين أكثر من المؤسسات، فيما الخطوة التي قامت بها الحكومات العربية في هذا المجال تحتاج إلى دعم أكبر وخطط طويلة الأمد. واشنطن – ظهرت مبادرات ومشاريع دولية يمكن تعليق الآمال عليها لاستمرارية مؤسسات إعلامية تضررت بشدة جراء تفشي جائحة كوفيد – 19، تتمثّل بتأسيس صناديق الإغاثة والطوارئ للصحافيين في مختلف أنحاء العالم. وتلقّت وسائل الإعلام الإخبارية حول العالم ضربة قوية، إذ تراجعت عائدات الإعلانات، ما فاقم الأزمة التي كانت تواجهها بالأصل هذه المؤسسات، وأجبرت العديد من هذه المؤسسات لاتخاذ إجراءات منها وقف التوظيف وتخفيض الإنتاجية حتّى أنّ بعضها اضطرت إلى الإغلاق، وبالنتيجة تراجعت الفرص المتاحة للصحافيين، وتضاءلت الخيارات أمامهم للعمل. وقدمت منظمات وهيئات دولية معنية بالصحافة مثل المركز الأوروبي للصحافة، صندوق الصحافة الاستقصائية، وصندوق التصوير للنساء، مبادرات ومشاريع لتمويل الصحافيين عبر صناديق إغاثة وطوارئ. كما أطلق المركز الدولي للصحافيين الذي وبدعم من مشروع فيسبوك للصحافة صناديق إغاثة في أربع مناطق رئيسية في العالم، وفق ما ذكر ديفيد ماس مدير شبكة الصحافيين الدوليين في تقرير نشر على موقع الشبكة. "ناشيونال جيوغرافيك" أطلقت صندوق طوارئ عالميا لدعم أكثر من 100 مشروع صحافي في أكثر من 50 دولة وفي أواخر مارس الماضي، أطلقت “ناشيونال جيوغرافيك” صندوق طوارئ خاصًا لدعم الصحافيين في إعداد تقارير حول كوفيد – 19 في جميع أنحاء العالم. وحتى الآن، دعم الصندوق العالمي أكثر من 100 مشروع لسرد القصص في أكثر من 50 دولة. كذلك قدّم دعمًا للصحافيين من أجل العمل على التقصي وجمع معلومات مهمة وتقديمها إلى الفئات المهمشة. وتحدثت كيتلين يارنال وهي المسؤولة عن السرد القصصي في “ناشيونال جيوغرافيك” عن المبادرة، وقالت إن “المشاريع التي حظيت بدعم، سلطت الضوء على بعض القضايا الرئيسية التي يهتمّ بها الناس”. وأوضحت أنّ هناك الكثير من العناصر المتشابهة في القصص، على الرغم من اختلاف الأشخاص، مثل قضية التشرد سواء كان المشردون عمالاً مهاجرين في الهند أو أولئك الذين يعيشون في إحدى مناطق كاليفورنيا، كذلك كان التعليم وانعدام الأمن الغذائي وندرة المياه من القضايا الرئيسية في المشاريع التي جرى إعدادها. وفي العالم العربي اتخذت بعض الحكومات إنشاء صناديق لإنقاذ المؤسسات الصحافية التي تعاني أزمة حادة، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتراجع مبيعاتها وعائداتها من الإعلانات، ففي تونس أعلنت الحكومة إنشاء صندوق أموال لدى رئاسة الحكومة بقيمة 5 ملايين دينار (1.8 مليون دولار) لدعم المجهود الاتصالي للدولة في الحملات التوعوية والتثقيفية. وأعلنت الحكومة أيضا تكفل الدولة بنسبة 50 في المئة من رسوم البث عام 2020 لكل القنوات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، كما قررت المساهمة في الاشتراكات الرقمية للنسخ الإلكترونية من الصحف المطبوعة من قبل الدولة والمؤسسات العمومية وفق ميزانية تقدر بـ1.2 مليون دينار (حوالي نصف مليون دولار)، ويقتطع ذلك من الاعتمادات المرصودة في الميزانية بعنوان الاشتراكات في الصحف الورقية لسنة 2020. وفي المغرب كشف وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، عن تخصيص دعم مباشر للصحافيين والموظفين في المؤسسات الصحافية، قيمته 75 مليون درهم (نحو 7.5 مليون دولار)، موزعة على ثلاثة أشهر، اعتباراً من يوليو الماضي. وقال الفردوس، “اشتغلنا بطريقة مكثفة مع وزارة الاقتصاد والمالية على مخطط استعجالي لإنقاذ قطاع الصحافة المكتوبة”، كاشفاً عن تخصيص 75 مليون درهم (7.5 مليون دولار) لتمكين وزارة الاقتصاد والمالية من دفع كتلة الأجور في هذه الشركات الصحافية. وتدرس حكومات عربية أخرى مثل الأردن وموريتانيا إنشاء صناديق مماثلة بعد مطالبات ومناشدات من قبل الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، لحل أزماتها المتراكمة. ويقول متابعون إن هذه الصناديق خطوة جيدة بالتأكيد لكن الطريق ما زالت طويلة وتحتاج إجراءات أكثر نجاعة لإنقاذ قطاع الصحافة من أزمته الكبيرة. وأضافوا أن المبادرات الدولية تهدف بشكل عام لمساعدة الصحافيين في مشاريعهم، بينما المؤسسات الصحافية بحاجة إلى دعم كبير، وفي العالم العربي تحتاج الصحافة بشكل خاص لدعم الحكومات بعدة مبادرات خصوصا في ظل أزمة كورونا الحالية التي فاقمت التحديات في قطاع يعاني أصلا. وروت الكاتبة صوفي كوزينز التي استفادت من دعم صندوق “ناشيونال جيوغرافيك” والتي غطّت آثار كوفيد – 19 على مجتمعات السكان الأصليين في أستراليا، تجربتها قائلةً “بعد التجربة التي واجهها السكان الأصليون خلال انتشار وباء إنفلونزا الخنازير عام 2009، ووفاة أعداد كبيرة منهم، أردت توثيق التجربة الجديد مع كورونا”. وأضافت “في البداية كان هناك الكثير من التحديات حول تنظيم التنقل داخل أستراليا، حيث أغلقت معظم الولايات والأقاليم حدودها وتعيّن عليّ أن أختار مجتمعًا آخر من السكان الأصليين لأركز عملي عليه، بدلاً من زيارة المجتمع الذي خططت له والذي يتطلب عبور حدود الدولة”. وقد تمّ نشر عمل الصحافية في مجلة “لندن ريفيو أوف بوكس” وفورين بوليسي و “أس.بي.أس.نيوز”. وأضافت كوزينز “أردت التأكد من أن تقاريري لا تركز فقط على كورونا فحسب ولكنني طرحت أسئلة أشمل مثل: لماذا يكون السكان الأصليون الأستراليون عرضة للإصابة بهذا الفايروس؟”.

مشاركة :