بقي خمسة عشر يوما على عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت للمشاركة في احتفالية لبنان الكبير، وحتى اللحظة لم يبرز اسم المرشح لتولي رئاسة مجلس الوزراء في لبنان بعد استقالة الرئيس حسان دياب وحكومته. هذا في الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة لفرض عقوبات على حلفاء حزب الله مثل وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل، لتشديد الخناق على حزب الله من خلال داعميه في الداخل اللبناني، عله يتراجع عن تعنته في رفع يده على الحكومة العتيدة كما يطالب المجتمع الدولي، لكن حسم الأمين العام لحزب الله الأمر بأن فريقه لن يقبل الخروج من الوزارة، الشيء الذي يضع لبنان أمام كل الاحتمالات الصعبة وأهمها انتقاله إلى الفوضى في ظل أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة يعيشها الشعب اللبناني! حكومة ملتزمة في هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي غابي أيوب في تصريح خاص لـ"الوطن" أن المطلوب من السلطة السياسية في لبنان تشكيل حكومة تلتزم بالقرارات الدولية ولأجل ذلك يجب أن يكون رئيسها قادرا على تطبيق هذا الأمر. وبطبيعة الحال رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كما يقول أيوب هو الأقدر على هذا الأمر. أما عن بورصة الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الحكومة فيرى أيوب أنها تنحصر في "رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والسفير نواف سلام والوزير الأسبق خالد قباني، لكن تتركز المشاورات على اسم الرئيس سعد الحريري الذي يحظى بدعم أمريكي – فرنسي". ترشيح قباني إلا أن أيوب أسف على صعوبة تشكيل الحكومة قبل عودة ماكرون مطلع الشهر القادم إلى بيروت لعدة أسباب أهمها: "وجود خلاف واضح بين أفرقاء المعارضة اللبنانية وهم الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، بعد تراجع الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط عن اتفاقهما مع سمير جعجع باستقالة كتلهم البرلمانية من المجلس النيابي، ما دفع جعجع للمطالبة برئيس حكومة جديد ووزراء جدد بدلا من الرئيس الحريري. أيضا يرفض فريق الثامن من آذار الممثل بحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر تشكيل حكومة تكنوقراط حيث يصرون على حكومة سياسية دون ممانعتهم في تولي سعد الحريري رئاستها. يمكن القول إزاء هذه المعطيات أنه من الصعب تشكيل حكومة خلال خمسة عشر يوما!" أما عن سبب طرح اسم الوزير خالد قباني لترؤس الحكومة في حين لم تتحقق مطالب الرئيس سعد الحريري وأهمها تشكيل حكومة اختصاصيين بعيدا عن نفوذ حزب الله فيرجع أيوب الأمر إلى أنه "من فريق تيار المستقبل كما أنه ليس لديه مشكلة مع حزب الله". إخراج حزب الله من هنا يجزم أيوب أن حل معضلة الحكومة يكمن في موقف حزب الله. يشرح ذلك قائلا: "إذا أراد حزب الله راحة لبنان فعليه رفع يده عن الحكومة كي يخرج البلد من أزمته الاقتصادية، إلا أن المشكلة في تلقيه لأوامر من خارج لبنان. بمعنى أدق تظهر الحرب الأمريكية الإيرانية الآن في آلية تشكيل الحكومة اللبنانية. هذا بدا واضحا في ما قاله حسن نصر الله بأن حزب الله باق في الحكومة كما هو في البرلمان، ما يعني أن سعد الحريري لن يترأس الحكومة القادمة وبالتالي لبنان ذاهب إلى السيناريو الأسوأ وهو تشكيل حكومة على نسق تلك التي شكلها حسان دياب لتمرير الوقت وساعتها على اللبنانيين مواجهة الانهيار الاقتصادي وتحمل كلفة الحصار". إذن على حزب الله البقاء خارج الحكومة، وهو يعي جيدا كما يقول أيوب أن المجتمع الدولي يتبع الآن سياسة دبلوماسية جديدة مع لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وكل ما يفعله على حد تعبير أيوب "محاولة تحسين شروط التفاوض الحكومي أمام جمهوره". الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الحكومة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري السفير نواف سلام الوزير الأسبق خالد قباني تستعد الإدارة الأمريكية خلال الأيام القادمة لفرض عقوبات على حلفاء حزب الله يرجع سبب طرح اسم الوزير خالد قباني لترؤس الحكومة إلى أنه ليس لديه مشكلة مع حزب الله حل معضلة الحكومة يكمن في موقف حزب الله.
مشاركة :