فنانة زجاج ملون تهب ما تبقى من عمرها لنوافذ بيروت | | صحيفة العرب

  • 8/18/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلّف انفجار ميناء بيروت في نفس الفنانين جرحا حزينا، مثلما خلّف في قلب الفنانة التشكيلية مايا حسيني حزنا عميقا حيث انفطر قلبها بعدما تكسّرت النوافذ الزجاجية في بيروت، وقد عملت هي نفسها على ترميمها من هول الحرب، وهي تستعد اليوم بكل ثقة للعودة إلى العمل والترميم. بيروت – على مدى عقدين من الزمان ظلت الفنانة مايا حسيني عاكفة على ترميم النوافذ الزجاجية الملونة التي دمرتها الحرب الأهلية اللبنانية، لكن كل هذا الجهد ضاع في لحظة مع الانفجار المزلزل الذي وقع بمرفأ بيروت. قالت مايا (60 عاما)، التي عملت في ترميم معالم تاريخية منها العديد من كنائس بيروت، “يمكنني أن أقول إن هذا الانفجار دمر عشرين سنة من حياتي المهنية.. هناك شيء راح مني”. وتسبب انفجار كمية هائلة من المواد الكيميائية الخطرة المخزنة بشكل غير آمن في ميناء بيروت في الرابع من أغسطس في أضرار بمبان في أنحاء بيروت حيث امتلأت الشوارع بشظايا الزجاج. ومن بين البنايات المتضررة متحف قصر سرسق وهو متحف للفن الحديث والمعاصر أعيد افتتاحه في 2015 والذي رممت مايا نوافذه الزجاجية الملونة المفعمة بالحيوية. وقالت، إن نوافذه كانت تخطف الأبصار خاصة عندما تضاء في الليل لكن الانفجار دمرها. ولحق الدمار بعشر مشروعات على الأقل من التي عملت عليها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقالت وهي في ورشتها في ضواحي بيروت “كل يوم أتلقى مكالمات عن مدى الأضرار التي لحقت ببيروت الجميلة”. وتعلمت مايا مهنتها في فرنسا حيث أرسلها والدها، الذي كان يعمل مهندسا في كنيسة، واعتاد على طلب الزجاج الملون من الخارج إذ لم يكن استخدام الزجاج المعشق الملون شائعا في بيروت قبل الحرب. ومن بين المشروعات التي تفخر بها مايا كان العمل في كنيسة القديس لويس بباب إدريس في وسط بيروت القديمة، وهي منطقة تتذكر كيف كانت تذهب إليها وهي طفلة مع أصدقائها. من بين المشروعات التي تفخر بها مايا كان العمل في كنيسة القديس لويس بباب إدريس وسط بيروت القديمة من بين المشروعات التي تفخر بها مايا كان العمل في كنيسة القديس لويس بباب إدريس وسط بيروت القديمة ونوافذ الكنيسة التي دُمّرت في الحرب جرى ترميمها بمشاركة مايا على مدى عامين في مشروع اكتمل قبل نحو أربعة أعوام. وقالت “جربت كثيرا أن اقترب من تاريخ هذه الكنيسة.. لكن مع الانفجار فرطت.. يعني كأنني.. انجرحت”. مشيرة إلى أنها تقصد الجرح المعنوي وليس الجسدي. وأشارت مايا إلى أنها كانت تفكر في التوقف عن العمل بعد عامين لكن خططها تغيرت الآن، “سأعود لتعمير بيروت وسأعمل أشياء أحلى.. صحيح أن عشرين سنة من العمل راحت.. صحيح أنني يمكن ألّا أعيش عشرين سنة أخرى لكنني سأعود إلى العمل وسأعمر بيروت”. حازت مايا حسيني على جائزة اليونيسكو للحرف في العالم العربي في عام 2000، بعد أن جعلت الفن الحرفي ينبض بجمال الصياغة وتماوج الألوان في الزجاج. وأعادت مايا الضوء إلى كاتدرائية سان لويس للآباء الكبوشيين التراثية العائد بناؤها إلى القرن الثامن عشر. فبعد ترميم الأضرار التي لحقت بها من حرق ونهب أثناء الحرب، عهد إلى مايا حسيني أن تعيد إلى ثمان وثلاثين نافذة على مدار جدران الكاتدرائية سيرة القديسين بالتقاليد التي كانت عليه قبل خرابها. تقول، “للابتكار شروط تفرض احترام موقع الكاتدرائية، هندستها وقدمها، كما تفرضه تقاليد الزجاج الملوّن، فقيمة العمل تكمن في العمر الذي توحي به. أما المواضيع فأختارها مع الآباء الكبوشيين بما يوحي به نسق الزجاج الملوّن اللاتيني وأهميّة الضوء في معالجته. لذا أقدّم أولا رسما أوّليا ثم يبدأ العمل على عشر مراحل، ولكل مرحلة أهميتها. أقوم ببحوث جدّية في إبراز معالم الوجه والتركيز على عيني القديس، وما توحي بهما نظراته المحدّقة فيّ”.

مشاركة :