برلين – نفس الهوايات، نفس الذوق في الموسيقى وحتى نفس دائرة الأصدقاء الذين يلتقيانهما لتناول وجبة خفيفة في الصباح ثم احتساء مشروب في المساء؛ هذه هي الصورة المنطبعة في أذهان أغلب الأشخاص عن الأزواج المثاليين. ويرى خبراء العلاقات الزوجية والأسرية أن الحقيقة غالبا ما تكون مختلفة خاصة بالنسبة لشركاء الحياة الذين هم في مستهل علاقتهم الزوجية، فأصدقاء شريك الحياة الجديد ليس بالضرورة أن يكونوا مناسبين لك. إذن ما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟ وفي هذا السياق أوضحت تقول المعالجة مارجا بيليش المعنية بالعلاقات الزوجية “عند بدء علاقة مع شخص ما، فأنت تتخذ قرارا بشأن هذا الشخص وليس دائرة أصدقائه”. وأضافت موضحة “غير أنه يمكن للمرء أن ينزعج عندما يبدي أصدقاء شريك الحياة سلوكيات تبدو للطرف الآخر غريبة”. وتقر معالجة العلاقات الزوجية الطبيبة روفين جير أيضا بأنه “يمكن أن يكون من الصعب التفهم والتقبل إذا كنت لا تحب أصدقاء شريك الحياة أو ليس هناك شيء مشتركا معهم. ولكن في النهاية يجب ممارسة التقبل في حال كان التواصل مهما لشركاء حياتنا”. ونصح الخبراء بتحدث الطرف الذي لا يتقبل أصدقاء الطرف الآخر ولكن بذكاء، وتتفق ريجينا وألبرتي شتورمر يديران برامج استشارية وندوات على أن التواصل مطلوب، وقالتا “التحدث عما لا يعجبك مقبول. ولكن الأمر يتمحور حول الطريقة”. وأشارتا إلى أنه بدلا من قول “هؤلاء الأشخاص سيئين، كيف تصادق مثل هؤلاء الأشخاص؟”، يمكن أن تكون أكثر حساسية ولكن فضوليا تجاه أصدقاء شريك الحياة وتجعله يفكر هو نفسه في مسألة أصدقائه. فعلى سبيل المثال، يمكن القول “هل لاحظت من قبل أن صديقك دائما سطحي. أجد أن الأمر مستغربا” أو “أتساءل لما صديقك دائما ما يكون صوته مرتفعا للغاية”. ومن ناحية أخرى تقول جير يجب ألا تكون سريع الحكم عند التحدث في هذا الشأن. فإذا قام المرء بصياغة مخاوفه بالطريقة الصحيحة، فقد يدرك شريك حياته بنفسه أن دائرة أصدقائه ليست مفيدة له أيضا. وإذا كان هذا هو الحال، يمكن أن تساعد العلاقة في تجاوز الصداقات القديمة وغير الصحية. وتضيف جير “ومع ذلك، يجب أن يكون هذا وفقا لما يريده شريكي وألا يكون طلبا من جانبي”. وشدد أخصائيو علم النفس والاجتماع على أن الصداقة مهمة في حياة الزوجين حيث يحتاج كل طرف إلى صديق، مشيرين إلى أن المرأة أشد احتياجا من الرجل لوجود صديقة، منبهين إلى أنه يجب ألا تؤثر الصداقة على الحياة الزوجية. وأشاروا إلى أن الكثير من الأزواج يرفضون أن يكون في حياة شركاء حياتهم صداقات وأكثرهم لا يقبلون هذه النوعية من العلاقات باعتبارها أقوى من الرباط الزوجي، مما يؤدي إلى مشاحنات ومصادمات يومية بين الزوجين بسبب الأصدقاء. ولفتوا إلى أن بعض الأزواج يشعرون بالضيق إذا وجدوا زوجاتهم يتحدثن مع إحدى الصديقات عبر الهاتف، كما أن الزوجة تقلق إذا خرج زوجها مع صديق قديم وقضى معه أوقاتا طويلة. وأكدت دراسة أجراها باحثون من أميركا أن الأصدقاء من الأسباب الرئيسية للطلاق، بنسبة تصل إلى 65 في المئة، حيث ازدادت معدلات الطلاق بين الأزواج الذين لهم صداقات سيئة إلى أكثر من 40 في المئة، في حين تتراجع تلك النسبة بين الأزواج الذين لهم صداقات طيبة. وشدد المختصون على ضرورة الحذر من الأصدقاء، وعدم الاستسلام لنصائحهم التي تدمر البيوت وتشرد الأسر، وأن يحاول الزوج دائما قضاء وقت الفراغ مع الأسرة، وأن يكون هناك حوار بين الزوجين، وألا تسمح الزوجة لأي صديقة بأن تتدخل في حياتها بما يؤثر سلبا عليها. وأشاروا إلى أن الإنسان يقوم بعدة أدوار اجتماعية في حياته بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها، ومعها تختلف علاقات الصداقة فيبلى بعضها والبعض الآخر يبقى. ولفتوا إلى أن بعض العلاقات قد تستمر بعد الزواج، والبعض الآخر يختفي بسبب مشاغل الحياة وبعد المكان، واختلاف المحيط الاجتماعي والاهتمامات. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :