نجح شاب أردني ثلاثيني في الجمع بين عملين مختلفين أحدهما يشغل جزءا من يومه بين العجن وتجهيز أرغفة الخبز، والآخر يحلق به بعيدا عن ضغوط الحياة بين حركات وخطوات يتفانى في تعليمها لعشاق السالسا من طلبته. عمان – يقضي الخباز الأردني صلاح سوقي قاسم يومه الحافل الطويل بين تدوير أقراص العجين في الهواء صباحا، والدوران في حلبة الرقص مساء. وقال قاسم البالغ من العمر 30 عاما، والذي يعمل في فرن على ملك عائلته في العاصمة الأردنية منذ حوالي 18 سنة، إن شغفه بالعمل في الفرن يوازي عشقه للرقص. ولفت إلى أنه يحاول تقسيم وقته بين استوديو الرقص والفرن الذي يديره هو وأشقاؤه، مضيفا أنه في الكثير من الأحيان، أثناء تشكيله أقراص العجين أو رميها في الفرن، كي تصبح أرغفة خبز، يفكر ويتأمل في حركات الرقص ويستدعي الأفكار استعدادا لدرسه القادم. إذ لا يتعارض عمله بالفرن مع عمله باستوديو التدريب الخاص به لتعليم رقصة السالسا، فهو في أحيان كثيرة يخرج من تأملاته أثناء إعداده الخبز بأفكار جديدة في تعاطيه مع دروس السالسا لطلبته، وينظم وقته وحصصه الخاصة بالرقص وأنامله تشكل العجين. ونجح الشاب الثلاثيني في الربط بين السالسا والخبز، فكل منهما بنظره عمل مميز يؤديه بطريقته الخاصة، وأوضح أنه يحاول الربط بينهما كأنه رجل بشخصيتين خباز في النهار وراقص سالسا في المساء. وأكد قاسم أن هذا التوازن بين عمليه يمنحه شعورا بالسعادة، ويجعله مقبلا بعد يوم طويل بالفرن على الرقص بطاقة وأفكار متجددين، فهو يقصد القاعة لإعطاء دروسه دون أن يكون مشتت التفكير. وأشار إلى أنه يحرص على مواصلة التدرب على الرقص أثناء عمله صباحا، فخطواته محسوبة، حيث يؤدي الخطوات الرئيسية التي يقدمها عادة لطلبته أثناء قيامه بتحضير العجين ووضعه في الفرن. خطوات محسوبة خطوات محسوبة وبدأ قاسم في تعلم رقصة السالسا في 2015 في أكاديمية تيمبو للرقص. بعدها بعامين، أصبح مدرسا للرقص في نفس الأكاديمية، وقام بالتدريس لما مجموعه 600 طالب على مدار عدة سنوات ماضية. وأعرب عن سعادته بعمليه، لأنهما باعتقاده لهما تأثير إيجابي على الناس، قائلا إنه لقاء تعبه بالفرن وباستوديو الرقص يحصل على ابتسامات تعرب في صمت عن امتنانها، فهو يتواصل مع أشخاص من مختلف الفئات العمرية تقصده لشراء أرغفة الخبز ويلمس فرحها عند حصولها على مبتغاها، وكذلك يلمح نظرات الفرح والسرور في عيون طلبته مع كل تقدم يحرزونه في تعلم السالسا. وتابع “أنا مربوط بشخصيتين إحداها شخصية الخباز المحب لعمله المتفاني فيه حيث يقضي جزءا كبيرا من يومه بين جدران الفرن، والأخرى شخصية مدرس الرقص الذي يحلق ليلا مع طلبته بعيدا حيث يصبح العالم من حوله يتلخص في تعليمه أصول السالسا لعشاقها”. وقال إن السعادة التي يشعر بها أثناء تقديم دروس الرقص تنسيه ضغوط الحياة، مؤكدا أنه “عندما ينطلق في تقديم الدرس يتجرد من أي شعور سلبي أو أي ضغوط خارجية وينساب في الرقص محملا بالفرح والطاقة الإيجابية”.
مشاركة :