مع نهاية عام وبداية عام لابد أن يجلس كل منا مع نفسه ولو دقائق يحاسبها ويسألها، ويجيب على نفسه في وضوح وفي صراحة، فهو مع نفسه لا ثالث معهما إلا الله، يسأل نفسه لو كان ذلك العام آخر عام له في الدينا الفانية وسيذهب للحياة الباقية هل هناك مكان له؟ هل يطمع في مكانة جميلة؟ هل يحلم بأن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل يغفر له الله ذنوبه وهو الغفور؟ولكنه قال إنه لا يغفر الظلم في حق الغير، ولا يغفر القتل ولا أخذ مال اليتيم ولا قهر المحتاج، لا يغفر من أخذ ميراث غيره، ولا يغفر من أهان نفسا أو حقرها أو حرمها من أبسط الحقوق، لا يغفر لآكلي حقوق الغير، لا يغفر للنمًام والمغتاب، لا يغفر للمنافق. هو يغفر التقصير في عبادته لأنه يعلم ما في قلوب البشر ونواياهم، فقد يكون التقصير عن طمع في الرحمة، أو التقصير لانشغال بملهيات الدنيا.ولكنه جعل الإنسان في أعلى المراتب، وجعل نفسه الحافظ لهذا الكيان الذي كرمه، فسبحانه لا يقبل أن يهان من كرمه ولا أن يبخس حقه، ولا أن يعتدي على كرامته ولا على جسده.حدثت في هذا العام كثير من الأحداث وفيها العبر لمن يتعظ، وفقد العالم كثيرا من البشر في جائحة كورونا ولم نتعظ، وكثرت الحرائق والحروب ولم نتعظ، بل أصبحنا أكثر شرا وأكثر ظلما وأكثر شماتة وأكثر أنانية، بالرغم من أن تلك الحوادث كفيلة بأن تردنا إلى الله، ولكن البعض يأبى أن يعود إلى الله عودا حميدا ويأبى الرد الجميل، فاللهم ارزقنا من الأقدار أجملها وأفضلها وأحسنها في أن تقربنا إليك.ومع بداية عام هجري جديد، أتمنى لمصر مزيدا ومزيدا من التقدم، والذي اتضح جليا في كل مجالات الحياة ولا ينكره إلا جاحد، أتمنى لجيش بلادي النصر أينما وحيثما حلوا، أتمنى أن يوفق الله الرئيس لما فيه الخير ويعينه على كل المسئوليات، وكل عام وكل العالم العربي والإسلامي بخير، وكل إنسان على وجه الأرض بخير.
مشاركة :