د. أسماء الفقي تكتب: الحرب الناعمة

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مصطلح يحمل كلمتين متضادتين بعيدتين كل البعد فكيف تكون حرب وناعمة وكيف اجتمع المتضادان؟تطورت أنواع الحروب لعدة أجيال لكي تناسب أهدافها التي تتغير مع الزمن، خاصة مع التطور التكنولوجي الحالي، والذي أدي لتطوير تقنيات في العالم الافتراضي لتتحول الحرب إلي حرب معلومات بدلًا من حروب المدافع وهي حروب الجيل الرابع الحروب اللامتماثلة والتي تتركز على الهجوم على النفوس والعقول الضعيفة لإحداث التفكك والارتباك. فهي حرب ناعمة لتدمير الأمم والشعوب  وللسيطرة التامة على سلوكيات وذهنيات الفئات المستهدفة وتحقيق الهيمنة الشاملة للتحكم في مصيرهم وبالتالي ضمان تبعيتهم  الثقافية والإيديولوجية والسياسية والاقتصادية وأيضا العسكرية.ولقد تطورت الحروب في أربعة أجيال متعاقبة، الجيل الأول: وهو الحرب التقليدية بين جيشين نظامين تحدث بينهم مواجهة مباشرة على أرض المعركة. الجيل الثاني: وهي حرب العصابات شبيه بحروب الجيل الأول ولكن بيتم فيها استخدام النيران الكثيفة والدبابات والطائرات بين العصابات والأطراف المتنازعة.الجيل الثالث: وهي حروب المناورات وتميزت بالمرونة والسرعة في الحركة واستخدام عنصر المفاجأة.الجيل الرابع: وهي الحرب غير التقليدية التي لا تكون بين جيش وآخر أو صدام مباشر بين دولة أخرى وتستخدم فيها الدولة كل الوسائل والأدوات المتاحة ضد الدولة العدو لتحقيق أهدافها و إنهاكها، وإجبارها على تنفيذ إرادتها دون تحريك جندي واحد مثل الإعلام والاقتصاد والرأي العام وكل الأدوات المادية والمعنوية و تستخدم المواطن نفسه داخل الدولة المستهدفة ضدها. ولقد تحدث العديد من الخبراء العسكريين الدوليين عن حروب الجيل الرابع منذ سنوات، فعرفها صن تزو المفكر الصيني في كتابه فن الحرب، بأنها اتباع كل الطرق والوسائل التي تجعل عدوك ينزلق إلى وضع ضد مصلحته حتى جعله ينهار ويتهدم دون أن يتعرض للهجوم ويجب أن تتحلي بكل الصفات التي تمكنك من خلق كل أنواع الظروف التي تجعل عدوك غارق في المشاكل حتى أذنيها فتجعله منهك القوى خائر العزيمة. وجزء أساسي منها الحرب النفسية التي يتعرض لها أطفالنا وشبابنا على شبكة الإنـتـرنـت من ألعاب إليكترونية وعالم إفتراضي وسوشيال ميديا وتغيير مفردات اللغة العربية، ونشر الشائعات وتحطيم ثقتهم في كل مايدور حولهم فهي حرب على الوعي بشكل عام حرب على التفكير وطريقته و القيم وأهميتها والأخلاق واكتسابها والعادات والتقاليد وتدميرها، هي حرب السيطرة على العقول، حرب المستهدف فيها الطفل والمراهق والشاب، وليس الدولة فقط.  ومن دون أن نعرف من هو العدو فالعدو كان في الماضي واضح لكن حاليا العدو غير ظاهرا يؤثر عليك ويفقدك الثقة بنفسك وبوطنك.آن الأوان أن نعد العدة للاستعداد للحرب الناعمة وأن نشحذ كل أسلحتنا ونتأكد من ذخيرتنا وعدتنا ونُهيئ جنودنا بالتربية ومعرفة أهمية القيم والأخلاق وبناء الوعي والفهم والإدراك السليم والاهتمام بالتفكير  ونشر العلم وإعمال العقل بشكل صحيح والحفاظ على هويتنا الثقافية لكي يستطيع أن يحلل ويقارن ليكون لديه القدرة على اتخاذ القرار السليم لنبني شخصية تكون الحائط الصّد أمام أي أفكار متطرفة أو سلوكيات منحرفة فيجب أن يكون رد فعلنا على هذه الحرب الناعمة عينيًا، يجب أن يكون ذكي _ ديناميكي و  إنساني.#بناء_وعي_الطفل_أمن_قومي#التربية_ليست_رفاهية#الحرب_الناعمة_تستهدف_شبابنا

مشاركة :