إلحاقا للمقال السابق حول الإشاعة وخطرها نستكمل الحديث حول الشائعة وشروط انتشارها والهدف الخفي من ورائها.لكي تنتشر الإشاعة وتقوم بدورها المنوط منها فهي تحتاج إلى: (دقةٍ في الصنع والصياغة بحيث تصبح مستساغة معقولة قابلة للبلع فالهضم فالانتشار حسب النسق التالي:1. فمن أصول بث الإشاعة الناجحة أن تكون بشكل خبر أو رواية ومختصرة ونفاذة وملائمة لاحتلال جزء من تفكير المواطن العادي.2.يجب بث الإشاعة في ظرف من الغموض والالتباس لتجد لها مرتعا خصيبا ومستقرا مضمونا .فالغموض يولد الشك، والإشاعة تنمو في الشك وتؤثر في الرأي العام.3. يستحسن أن تكون في حالة من التوجس والخوف من حدوث شيء ما، فإذا ما ظهرت الإشاعة وتبلورت حولها الهواجس تحولت الهواجس إلى خوفٍ حقيقي وهذا هو المقصود من الحرب النفسية.4. أسلوب التهديد واستعراض العضلات يدخل تحت هذا النوع من الإشاعات، إذ يقوم المخطط بتسريب المعلومات التي تثير الحذر والخوف لدى القوى الوطنية والرأي العام لاحتمال وقوعها.5. يجب أن تكون الإشاعة في صالح جماعةٍ أو مذهبٍ أو طائفةٍ ، وضد عصبة وجماعة أخرى وحسب تخطيط وأهداف الحرب النفسية لتشعل نار الكراهية والعداء والعنف والتوتر.6. يجب أن تعبر الإشاعة عن القلق الدفين أو النقد الحبيس فتأتي الإشاعة فيكون تداولها منفذا للتفريغ والتنفيس عن الحالة النفسية الداخلية).وبالتطبيق السابق حول سد النهضة يلاحظ المتابع للأحداث أن أثيوبيا تواصل نشر الأكاذيب حول سد النهضة المزعوم، حالة من التهديد واستعراض العضلات يقابلها المفاوض المصري بكل أريحية وهدوء.أثيوبيا تحاول فرض رؤية مغايرة تماما لما تنادي به القوانين والمواثيق الدولية. وتوجه خطابا داخليا يحمل في طياته التخويف من مصر وجيشها وشعبها.فقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا يستنكر ما قاله رئيس وزراء أثيوبيا.ونصه ما يلي أعربت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم ٢٢ أكتوبر الجاري، عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نُقلت إعلاميًا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، إذا ما صحت، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالًا بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، الأمر الذي تستغربه مصر باعتبار أنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية، وهو الأمر الذي تتعجب له مصر بشدة باعتباره مخالفًا لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي، خاصةً وأن مصر لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد علي أُطر التفاوض وفقًا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دومًا على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحُسن نية على مدار سنوات طويلة.مصر يا سادة قادرة على تجاوز المحن ولا تلتفت لخطابات تحرض على العنف والكراهية. الإشاعة سلاح فتاك لايدرك خطره من يظن نفسه أقوى من الجميع.ولا يخفى على العلماء أثر الحرب النفسية السيئة المتمثلة في واحدة من أهم أسلحتها في هدم روح الشعب المعنوية التي تكون في قوتها أشد عليه من قنابل الغاز وغيرها.. حفظ الله مصر نيلها وجيشها ورئيسها.
مشاركة :