"خطوط حمراء فرنسية" تحسبا لتحرك تركي ضد اليونان | | صحيفة العرب

  • 8/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطوطا حمراء لتركيا في شرق المتوسط في خطوة يرى مراقبون أنها تستبق أي هجوم تركي محتمل على اليونان لاسيما بعد تشبث أنقرة بالتصعيد مع أثينا رغم الإنذارات الأوروبية. باريس - بعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وضع خطوطا حمراء لتركيا في ليبيا، جاء الدور هذه المرة على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي توعد أنقرة في فصل جديد من فصول الصراع بين البلدين لكن هذه المرة بسبب أنشطة تركيا التوسعية في شرق المتوسط. والجمعة، قال ماكرون إنه اتخذ موقفا صارما هذا الصيف في ما يتعلق بأفعال تركيا في شرق البحر المتوسط بغرض وضع خطوط حمراء، لأن أنقرة تحترم الأفعال وليس الأقوال، في إشارة صريحة إلى إمكانية دخول البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صدام بسبب أطماع تركيا المتزايدة في المتوسط. ودعا ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى إبداء التضامن مع اليونان وقبرص في الخلاف حول احتياطيات الغاز الطبيعي قبالة قبرص وامتداد الجرف القاري لكل منهما، كما ضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من وجود انقسامات داخل التكتل بشأن تلك القضية. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي “عندما يتعلق الأمر بالسيادة في منطقة شرق المتوسط، يجب أن تكون أقوالي متسقة مع الأفعال”. وأضاف “يمكنني أن أبلغكم أن الأتراك لا يدركون ولا يحترمون سوى ذلك… ما فعلته فرنسا هذا الصيف كان مهما: إنها سياسة تتعلق بوضع خط أحمر. لقد طبقتها في سوريا”، في إشارة إلى الغارات الجوية الفرنسية على ما يشتبه بأنها مواقع أسلحة كيميائية في سوريا. وجاء توعد ماكرون بعد أن عززت أنقرة الشكوك التي تحوم حول عزمها التخفيف من حدة التوتر في المنطقة، لاسيما بتجاهلها إنذارات الاتحاد الأوروبي الذي هدد بمعاقبة تركيا مؤخرا. إيمانويل ماكرون: لن نتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحنا أمام تركيا إيمانويل ماكرون: لن نتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحنا أمام تركيا وفي هذا الصدد، بدأت تركيا السبت مناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط، من المفترض أن تستمر أسبوعين، في مؤشر على استمرار التوتر بين أنقرة وأثينا. وفي إشعار بحري (نافتكس) نُشر مساء الجمعة، أشارت البحرية التركية إلى أنها ستجري “تدريبات إطلاق نار” في الفترة من 29 أغسطس إلى 11 سبتمبر في منطقة مقابلة لبلدة أنامور في جنوب تركيا، إلى الشمال من جزيرة قبرص. وكانت أنقرة أعلنت الخميس أن تدريبات إطلاق النار ستجرى يومي الثلاثاء والأربعاء في منطقة تقع إلى الشرق من هذا الموقع. وتجري هذه المناورات العسكرية في سياق التوترات التي تخيم على شرق البحر المتوسط حيث أدى اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة إلى إحياء نزاع إقليمي طويل الأمد بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى. وأجرت أنقرة وأثينا مناورات متوازية في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف لدى الدول الأوروبية من اشتباك وشيك بين البلدين. وانضمت فرنسا الأسبوع الماضي إلى مناورات عسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط وذلك في أعقاب إرسال أنقرة سفينة المسح والتنقيب “أوروتش رئيس” إلى المياه المتنازع عليها هذا الشهر، في خطوة وصفتها أثينا بأنها غير قانونية. أما ألمانيا فاختارت توجها آخر من خلال محاولاتها التوسط في النزاع بين أثينا وأنقرة. وأكد الرئيس الفرنسي أنه كان صارما مع تركيا ولكنه التزم ضبط النفس. وأضاف الرئيس الفرنسي “لا أرى أن استراتيجية تركيا في السنوات القليلة الماضية تتسق مع استراتيجية دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي… وذلك عندما تجد دولة تتعدى على المناطق الاقتصادية الخالصة أو تنتهك سيادة دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي”، واصفا إجراءات تركيا بأنها استفزازية. وتابع “كيف ستبدو مصداقيتنا في التعامل مع أزمة روسيا البيضاء إذا لم نتخذ خطوة إزاء الهجمات على سيادة الدول الأعضاء؟”. وكدليل على تقلب الوضع والتصعيد المتزايد، قالت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، إن طائرات تركية مقاتلة اعترضت ست طائرات يونانية في اليوم السابق لدى اقترابها من منطقة تنتشر فيها سفينة تركية للمسح الزلزالي، ما اضطرها لعودة أدراجها. ونشرُ هذه السفينة التركية في المياه التي تقول اليونان إنها تابعة لها في 10 أغسطس هو بالضبط ما كان وراء التصعيد الحالي. وهدد الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض عقوبات جديدة على تركيا إذا لم يُسجل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا. ورد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، السبت، على ذلك بقوله إن “دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار من ناحية وإعداده من ناحية ثانية خططًا أخرى تعني أنه يراوغ”. وأضاف “نحن نتقن اللغة الدبلوماسية لكن تركيا لن تتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحها”. والجمعة، قالت وزارة الخارجية التركية إن العقوبات الأوروبية لن تؤدي إلا إلى “زيادة عزيمة” أنقرة.

مشاركة :