استدعى عازف البيانو والمؤلف الموسيقي اللبناني المقيم في فرنسا عبدالرحمن الباشا مقطوعات لشوبان وبيتهوفن وموريس رافل لطرد شيطان الحزن عن بيروت وإعطاء اللبنانيين شحنات من الأمل لإعادة إحياء البلاد. بروفنس (فرنسا)- قدّم عازف البيانو والمؤلف الموسيقي عبدالرحمن الباشا، السبت، حفلة في فرنسا سيعود ريعها لترميم أحياء مدينته الأم بيروت التي دمرها انفجار مروّع في 4 أغسطس الحالي، آملا في أن تساهم موسيقاه في “طرد شيطان الحزن” وإعطاء اللبنانيين القوة للاتحاد وإعادة البناء. وأدى الانفجار الذي تسببت فيه كميات من نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في مرفأ بيروت من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، إلى مقتل أكثر من 180 شخصا وإصابة نحو 6500 بجروح، إضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من المدينة. وقال الباشا على هامش الحفلة التي أحياها دعما للبنان في حدائق بلدية غورد بمنطقة بروفنس (جنوب شرق فرنسا) “الهزة الأرضية تتسبب في المعاناة والموت، لكنها قوة تأتي من الطبيعة التي لا يمكن للإنسان أن يفعل شيئا حيالها. وقد نعتقد أن الحرب بين البشر هي أسوأ ما يمكن أن يكون موجودا، ولكن أعتقد أن ما حصل في بيروت أسوأ منها”. وتابع الباشا المعروف بتأديته مقطوعات شوبان وبيتهوفن ورافل “عندما يعبّر شوبان عن حزن عميق وعن يأس، يعيد إحياءك، ويطرد عنك شياطين يأسك بقوة الجمال. هذا هو الجانب العجائبي في الموسيقى، فالحزن لا يجعل المستمع حزينا، بل يعطيه القوة مجددا”. وأضاف “إنه إهمال مات بسببه أناس أبرياء، ودمّر أو شوّه نصف مدينة تاريخية.. بيروت مطبوعة في قلبي لقد اكتشفت العالم من خلال نورها”. العازف عبدالرحمن الباشا وأكد أن لديه تعلقا ببيروت التي غادرها وهو في السادسة عشرة بغرض الدراسة في المعهد الوطني العالي للموسيقى في باريس، ليحيي على مدى سنوات لاحقة حفلات في كل أنحاء العالم، منفردا أو مع الأوركسترا الوطنية الفرنسية والأوركسترا الفيلهارمونية الملكية أو أوركسترا برلين الفيلهارمونية. وشدّد على أن “من غير الممكن مسامحة أي إهمال في التعاطي مع هذا الخطر الذي كان يهدد الشعب”. وأعلن أنه يتفق مع “غالبية اللبنانيين الذين ينتقدون الطبقة الحاكمة”، لكنه آسف لكون أن “المسؤولين يبقون في أماكنهم”. ولاحظ الباشا المولود في بيروت قبل 61 عاما أن “الموسيقى كانت دائما مهمة للبنانيين”، وأن كثرا استمعوا مجددا إلى أغنية “لبيروت” التي تتغنى فيها الفنانة فيروز بالمدينة وبحرها وتأسف لأن طعمها “صار طعم نار ودخان”. أدى الانفجار الذي تسببت فيه كميات من نيترات الأمونيوم كانت مخزّنة في مرفأ بيروت من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، إلى مقتل أكثر من 180 شخصا وأدى الباشا مساء السبت في غورد عددا من المقطوعات ترافقه عازفة التشيللو أستريغ سيرانوسيان. وسيعود ريع التذاكر المئتين التي بيعت إلى جمعيات خيرية تساعد سكان أحياء بيروت في شراء مواد البناء لترميم بيوتهم. وتولى موقع صحيفة “النهار” الإلكتروني نقل الحفلة للمشاهدين في لبنان. وأمل الموسيقي اللبناني في أن تساهم موسيقاه في “مواساة” اللبنانيين، قائلا “إذا لم تكن الموسيقى تستطيع تكديس الحجارة بعضها فوق بعض، فهي توفّر إرادة التوحّد لتكديس الحجارة” وإعادة بناء لبنان “يكون لجميع المواطنين فيه الحقوق نفسها، ويمكن لكلّ واحد العيش بالكرامة التي يستحقها”.
مشاركة :