الصندوق الأسود.. سنوات المواجهة «1»

  • 8/31/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في التأريخ لأشخاص تأريخ لحقب زمنية وخاصة إذا كانت الرحلة ثرية بالأحداث والمواجهات الفكرية، البعض يأبى أن يمر دون أن يصنع اسما ويكتب سطرا خاصا به في كتاب الوطن ويضع توقيعه أنه بذل كل ما في وسعه ووضع روحه موضع التلبية والتضحية.. اتفقنا أو اختلفنا في المذاهب هذا جائز.. لكن شريطة أن يظل حب الوطن هدفا وغاية وإن تعددت السبل. الحكاية لم تبدأ بالقسم كنائب عن الشعب، ولكن بقسم أقسم به منذ أن كان طفلا صغيرا في دار صعيدية تعرف الحزم وتُربي أبناءها على رفض الظلم وتحمل الأقدار بثبات والحفاظ على الكرامة والكبرياء ولو بالروح والدم.. ثم شاب صعيدي يأبى حبس الكلمة في صدره فيطلقها وزملاؤه لتصل إلى عنان السماء حرة أبية فيقتطعوا من مصروفهم ليُعدوا مجلة تعبر عن صوتهم.. في وجه ريح عاتية من التطرف تزحف نحو الصعيد، تجر سنوات عجافا تأكل خير هذه البلاد.أولويات العسلإصدار غير دوري في صورة «مجلة» خرجت من عروس الصعيد «المنيا»، تحمل عنوان «البداية» مخطوطة بأقلام نخبة من مثقفيها هم عبدالرحيم على، د. أحمد السعدني، كامل الصاوي، شطبي يوسف، عبدالحكيم حيدر، محمد مدني، د. منير فوزي، عادل الضوي، ورئيس التحرير مصطفى بيومي.مراسلا لجريدة الأهالي بالمنياكان الصعيد في ذلك الحين بؤرة ساخنة يجوبها الإرهاب بالطول والعرض.. تخرج منه أمراء إرهابيون وقتلة مسلحون.. استيقظ الجميع ذات يوم على صوت الفتنة والرصاص والدم والأحداث الدامية الشهيرة المعروفة بأحداث «صنبو».الفتى الذى لم يتجاوز الثلاثين من عمره عبدالرحيم على مراسل جريدة «الأهالى» اليسارية، وعضو حزب التجمع يجد ضالته للتحقق وإثبات الذات، فيبتعد عن كتابة الشعر خطوتين ويتقدم للمواجهة بقلمه عشرات الخطوات كصحفى متخصص في شئون الإرهاب.لم يتوقف عمله عند نقل الوقائع التى تدور على الأرض، ولكنه يفتح لنفسه مجالًا جديدًا عندما أصر على محاورة قادة الإرهابيين، هناك وكان بعضهم هاربًا في صحراء أسيوط.يستأذن من إدارة الجريدة والحزب لإجراء الحوار ويحصل على موافقة، وبحكم التشابك العائلى في الصعيد وعلى ضمانة عضو مجلس شعب وعميد عائلة شهيرة في ديروط يتم تغمية عين مراسل «الأهالى»، ويتم نقله عبر الصحراء ليصل للهاربين، ويحصل على حواره الصحفى ليعود في حراستهم إلى المدينة قبل طلوع الشمس.أمر اعتقالكانت التجربة الأولى من نوعها في الصحافة المصرية والعربية.. صحيح تم تقليدها بعد عشرين عامًا عندما أرسلت الفضائيات من يحاور بن لادن في أفغانستان، ولكن يبقى الفارق هنا هو أننا أمام مراسل صحفى بإمكانيات محدودة جدًا استطاع تنفيذ مهمة صعبة، ولكن الصدمة جاءت بعد نشر التحقيق الذى قام به المراسل الشاب فقد صدر قرار باعتقاله لأنه ذكر في تحقيقه أنه شاهد الإرهابيين المطلوبين يخترقون حشود الأمن وهم مسلحون، وعندما سأل مدير الأمن وقتها اللواء نبيل عبادة لماذا لا تأمر بالقبض عليهم قال له: لو فعلت لحدثت مجزرة، الأمر الذى دعا الوزير لتكذيب هذا الكلام وإعطاء أوامره باعتقال عبدالرحيم على، ويدخل المحرر الشاب في تجربة جديدة.للحديث بقية

مشاركة :