أصبح أمن الولايات المتحدة أحد محاور الحملة للانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، مع تنصيب الرئيس الجمهوري دونالد ترامب نفسه مدافعاً عن القانون والنظام، في حين يتهمه خصمه الديمقراطي جو بايدن بإذكاء التوتر. بعد موجة جديدة ودموية تخللت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن الاتهام بالمسؤولية عن تصاعد أعمال العنف، المستمرة منذ وفاة المواطن من أصل إفريقي جورج فلويد خنقاً في مينسوتا في مايو وتأججها مع حوادث أخرى، من بينها إطلاق النار على جاكوب بليك في كينوشا في 23 أغسطس المنصرم وسقوط قتيل خلال اشتباك بين أنصار ترامب ومعارضيه في بورتلاند يوم السبت الماضي. واستبق الرئيس الجمهوري زيارته المرتقبة إلى مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسن، التي تشهد موجة احتجاجات عارمة منذ إصابة جايكوب بليك بجروح بالغة برصاص شرطي أبيض، واعتبر أن القوة هي الطريقة الوحيدة لوقف العنف في المدن عالية الجريمة الخاضعة لإدارة الديمقراطيين. وانتقد ترامب، في عشرات التغريدات، صباح أمس الأول، تصرف رئيس بلدية بورتلاند الديمقراطي تيد ويلر ورفضه استدعاء الحرس الوطني، واستنكر عموماً ما اعتبره تراخياً في مدن يديرها الديمقراطيون في مواجهة الانحراف والعنف. وكتب ترامب: "ويلر غير كفوء، مثله مثل جو بايدن النائم". وأضاف داعياً إلى إعادة "القانون والنظام" إلى شوارع المدينة: "لن يتحمل سكان بورتلاند عدم وجود أمن (في المدينة) بعد الآن. رئيس البلدية أحمق. أرسِلوا الحرس الوطني!". وقال: "الحرس الوطني لدينا يمكن أن يحل هذه المشكلات في أقل من ساعة". بيئة الفوضى وقبل تغريدات ترامب، ألقى مرشحه لترؤس وزارة الأمن الداخلي تشاد وولف باللائمة على مسؤولي بورتلاند ومدن أخرى في توفيرهم "بيئة من الفوضى" أدت إلى حوادث إطلاق نار مميتة، في اشتباكات جراء انقسامات أيديولوجية، مشدداً على أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" لمواجهة الاحتجاجات. وقال القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي، الذي يتعرض للانتقاد لاستغلال وزارته لما يصفه محتجون بالقوة العنيفة المفرطة لإخماد المظاهرات: "نحتاج أن يتصدوا بأنفسهم، وإذا كانوا لا يستطيعون أو ليس لديهم القدرة أو الموارد، فحينئذ يطلبون من الحكومة الاتحادية"، مضيفاً: "سنوفر هذه الموارد، كما فعلنا في ويسكونسن وأماكن أخرى، بحيث نستطيع التصدي لأي عنف في أنحاء الطيف السياسي". وتُشكل بورتلاند مركزاً لتظاهرات متكررة ضد عنف الشرطة في الولايات المتحدة، منذ وفاة جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين في مينابوليس. رد ديمقراطي في المقابل، اتهم رئيس بلدية بورتلاند ترامب بمهاجمة رؤساء البلديات الديمقراطيين، بعد أن راكم لمدة أربع سنوات الانتقادات ضد الصحافيين والمهاجرين. وقال ويلر: "هل تتساءل بجدية، سيدي الرئيس، لماذا هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تشهد فيها أميركا هذه الدرجة من العنف؟" مضيفاً: "أنت من أوجدت الكراهية والتقسيم". ومع استمرار التظاهرات العرقية، وصف مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة، أمس الأول، أعمال العنف بأنها غير مقبولة وحث منافسه الجمهوري على الكف عن "تشجيعه الأهوج". وقال بايدن، في بيان، "أدين العنف بكافة أشكاله من أي شخص سواء من اليسار أو اليمين. وأتحدى دونالد ترامب أن يفعل المثل" مضيفاً: "يجب ألا نصبح بلداً في حرب مع نفسه". القانون والنظام وتساءل بايدن، الذي لم تستبعد حملته قدومه مدينة كينوشا بعد الزيارة المقرر لخصمه اليوم، "ما الذي يعتقد الرئيس ترامب أن يحدث عندما يواصل الإصرار على تأجيج نيران الكراهية والانقسام في مجتمعنا ويستخدم سياسات الخوف لتحريض أنصاره؟ أنه يشجع بشكل أهوج العنف". وأضاف المرشح الديموقراطي، في بيان، "ربما يعتقد (ترامب) أن كتابة تغريدات حول القانون والنظام تجعله قوياً، لكن عدم قدرته على دعوة مؤيديه إلى التوقف عن البحث عن الصراع، لهو مؤشر على مدى ضعفه". تجمعات وهجمات في أعقاب إطلاق نار قاتل وسط اشتباكات في الشوارع مطلع الأسبوع بين أنصار ترامب ومعارضيه، أعلنت شرطة بورتلاند، ليل الأحد- الاثنين، أن التظاهر في شمال شرق المدينة "مخالف للقانون"، وأمرت الحشود بالتفرق من منطقة قريبة من مبنى إداري يضم هيئات بينها الشرطة أو المخاطرة بالتعرض للاعتقال. وكتبت شرطة بورتلاند، على تويتر، "لأولئك القريبين من مبنى كيلي، تجمعكم هذا مخالف للقانون بسبب نشاط إجرامي، وعدم الإذعان لهذا الأمر قد يعرضكم للاعتقال، المثول أمام المحكمة أو استخدام عوامل السيطرة على الحشود ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الغاز المسيل للدموع و أو أسلحة ذات تأثير". وقالت حاكمة أوريغون كيت براون أن شرطة الولاية سترسل أفراداً وموارد إلى بورتلاند للمساعدة في إبقاء الوضع بالمدينة تحت السيطرة. وفي حادث منفصل، لقي شخص مصرعه وأصيب آخران بجراح، في إطلاق نار داخل مجمع سكني في مدنية بروكرين بارك في ولاية مينيسوتا أمس الأول. في ولاية ميسوري، أعلنت شرطة سانت لويس عن وفاة أحد ضباطها متأثرا بجراحه، بعد أن تعرض لإصابة في الرأس يوم السبت الماضي، لدى تعامله وزميل له مع حادث إطلاق نار في المدينة، مؤكدة أنه تم القبض على مطلق النار.
مشاركة :