ثمة قراءات عديدة لحادثة اعتداء عضوة النيابة الإدارية على أحد ضباط الشرطة الذي كان يؤدي عمله بإخلاص بقاعة إحدى المحاكم حينما طالبها بلبس الكمامة تنفيذا للقانون.القراءة الأولى أن هناك شريحة من المصريين ترى نفسها فوق البشر ومن عالم آخر ولا يمكن محاسبتها وهذا اعتقاد بالغ الخطورة إذا كنا نريد فعلا لبلدنا الحبيبة أن تلحق بركب العلم والتقدم.لابد إذن أن يخضع الجميع للقانون. القراءة الثانية هى توحد المصريين خاصة من يستخدمون السوشيال ميديا ومواقع التواصل على إدانة سيدة النيابة الإدارية وتبرئة ضابط الشرطة الذى ينفذ القانون والذى تخالفه عضوة النيابة بشكل مستفز ووقح ومهين للضابط.القراءة الثالثة إحالة هذه السيدة إلى النيابة العامة لمحاكمتها وخروجها بعد ذلك بكفالة 2000 جنيه وعدم استمرارها بالحبس لأنها مضطربة نفسيا وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية ماضية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فرض القانون على الجميع. برغم مقاومة البعض لهذا التوجه الذى بدا واضحا اليوم خاصة مع إزالة المخالفات والتعديات الحاصلة على أراضى الدولة وكذلك مخالفات البناء التى تمت سواء على الأراضى الزراعية أو انتهاك شروط البناء بإقامة أدوار عليا أكثر من المسموح به. وتنفيذ القانون والإزالة يتم الآن بجميع المحافظات ويتابعه الرئيس السيسى بنفسه وأظن تعليمات سيادته كانت واضحة فى هذا الشأن للمسئولين التنفيذيين بمحافظات مصر المختلفة حينما قال: من لا يستطيع تحمل المسئولية وتنفيذ هذه القرارات يعتزل منصبه.القراءة الثالثة وعى المصريين وعدم تقبلهم لما قامت به عضوة النيابة الإدارية من فعل مشين يجرمه القانون وتعاطفهم مع الضابط وهذا لم يكن يحدث فى السابق خاصة مع ضباط الشرطة.. وقدرتهم أيضا على التمييز بين السلوك غير اللائق لهذه السيدة قليلة الأدب وأداء الضابط المحترم الذى يطبق القانون.القراءة الرابعة هى محاولات جماعة الإخوان الإرهابية من خلال أذرعها الإعلامية الخبيثة فى تركيا وقطر دق الأسافين بين الشرطة والقضاء والنفخ فى النار لإحداث فتنة فى المجتمع.. لذا مطلوب من المصريين يقظة والحذر كل الحذر من هذه الجماعة الخائنة وما تروجه من أكاذيب تحاول من خلالها دائما الاصطياد فى الماء العكر.إن مصر اليوم تمر بمنعطف خطير يستوجب من الجميع الاصطفاف والوحدة وعدم الانجرار وراء هذه الحوادث الصغيرة التى تحدث من حين لٱخر وعلى من يتصور أنه فوق القانون فهو واهم ولايتصور كائن من كان أنه سيجر مصر الى طريق الخراب والدمار.نعم لدينا مشاكل كثيرة نتيجة إهمال حدث فى عهود سابقة لا يسأل عنه السيسى الذى يحاول أن يسابق الزمن للقضاء عليها ولكنه لن يستطيع بمفرده وإنما بتكاتف الجميع حتى تتبوأ مصر المكانة التى تليق بها. كما لا يمكن أن يتسامح المصريون مع كل من يحاول التطاول على رموز الوطن وما فعله رئيس نادٍ كبير منذ أيام بالتطاول على دولة رئيس الوزراء وإهانة وزير الشباب يستوجب المحاسبة ولا يمكن قبوله حتى لا يتكرر مع آخرين لأن إهانة أى مسئول بالدولة أمام الرأى العام يعطى انطباعا للناس أننا لسنا فى دولة قانون كما نحب أن يرانا العالم ونفخر ونعتز ببلدنا.
مشاركة :