إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بوقف البناء هدفه وضع ضوابط جديدة تختلف عما كانت عليه الأوضاع قبل اتخاذ هذا القرار التاريخى الذى يعيد الأمور إلى نصابها ويصحح أخطاء فادحة ارتكبت فى عهود سابقة وفساد عميق ومتجذر فى الاجهزة المحلية امتد لأكثر من 5عقود وأتذكر بالمناسبة مقولة لرئيس ديوان مبارك رحمة الله عليه السيد زكريا عزمى وهو حى يرزق حينما وقف فى مجلس الشعب ليعلنها صريحة أن الفساد فى المحليات أصبح للركب إذن كان لابد من اتخاذ مثل هذا القرار لوقف نزيف الفساد وردع المخالفين والتصالح مع البعض. وأتمنى أن يشمل القرار أيضا معاقبة المسئولين الذين وافقوا على هذه المخالفات مقابل رشوة منحت لهم من المواطنين المعنيين بدءا من رئيس الحى وانتهاء بأصغر موظف .. فلا يصح أن يفلت هؤلاء الفاسدون من سيف العدالة بينما يحاسب غيرهم فقط وبأثر رجعى .. إذن يجب مراجعة كافة الاوراق والدفاتر القديمة واستدعاء هؤلاء"الحرامية " حتى يعرف الشعب الحقيقة وكله يتحاسب كما ذكر سيادة الرئيس فى أكثر من لقاء.إن مصر - السيسى نجحت الى حد كبير خاصة فى السنوات الستة الاخيرة فى محاصرة الارهاب وضرب أوكاره فى جبل الحلال وغيره وترسخت أركان الدولة المصرية رغم بعض المحاولات الفاشلة التى تقوم بها جماعة الاخوان الارهابية لزعزعة الاستقرار فى البلاد عن طريق إعلامهم المسموم الموجود فى تركيا وقطر لكن كلها محاولات يائسة ومكشوفة للمصريين الشرفاء .. إن مصر القوية تتطلع دائما الى الامام وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمنها القومى او مقدراتها ومكتسباتها سواء بالداخل أو الخارج وأولها محاصرة الفساد الذى يستغله بعض ضعاف النفوس.إن مصالحات البناء التى تتم الآن بين المواطنين والدولة جرس إنذار لكل من تسول له نفسه ارتكاب اى مخالفة جديدة سواء من المواطنين او الموظفين بالاحياء والقرى. احترس يد العدالة قوية ولن يفلت أحد أيا ماكان من العقوبة .. لأن ثمة من يعتقد أن هذا الأمر ممكن أن ينتهى قريبا ويعود الفساد من جديد فأقول لهؤلاء : إن منظومة المحليات بأكملها ستتغير ويبدأ عهد جديد وأن كل ثقوب الفساد ستغلق تماما ومثل هذه الاوضاع السيئة ستتغير حتما وعلى المصريين أن يتعاونوا مع الدولة فى هذا الاطار حتى نتخلص تماما من هذا الفساد المزمن الذى بات يضرب بقوة معظم مؤسسات الدولة .. هذا الفساد ليس وليد اليوم وانما نتيجة أخطاء سابقة تمتد لاكثر من 50سنة اذا كنا نريد فعلا أن تتبوأ بلدنا المكانة اللائقة بين الدول الناهضة والمتقدمة لأنه من غير المقبول أن يستمر هذا الفساد وقاطرة التنمية الان لاتتوقف فى معظم محافظات مصر واقع الأمر أن القبض مؤخرا على مجموعة من رؤساء الاحياء المرتشين بالمناطق الشهيرة بالقاهرة وإلقائهم فى السجن رسالة قوية لهؤلاء الفاسدين ومن يفكر فى ارتكاب اى فساد ان الدور سيأتى عليه ان عاجلا او ٱجلا ولن ينجو أحد لأنه وبصراحة الفساد أصبح يزكم الأنوف خاصة فى المحليات .. إن مصر تتغير الان للأفضل ولابد أن يعى المصريون أن الجميع فى مركب واحد والاصطفاف مطلوب اليوم أكثر من اى وقت مضى خلف القيادة السياسية الرشيدة والشجاعة حتى تعبر مصر الى ٱفاق التقدم والازدهار .
مشاركة :