ثمة أصوات داخل المحيط العربي والقطر المصري اتهمت الرجل بالخيانة بسبب زيارته التاريخية لإسرائيل أواخر صيف 78 لانتزاع أرضه من مخالب الاحتلال البغيض .. ولن أتكلم فى تفاصيل الزيارة التى اعتبرها الكثير من الساسة فى العالم أنها الحدث الأبرز فى القرن العشرين. بينما بعض القادة العرب وعلى رأسهم الراحل صدام حسين رأى أنها مؤامرة وخيانة من السادات بل وهدد كل من يساندها بتصفيته جسديا ولو كان نائما فى مخدعه ..حتى لا ننسى وتأخذنا تفاعلات الزيارة الحدث الأهم فى هذا الوقت.إن السادات نفسه هو الذى أخذ قرار الحرب على إسرائيل بعد ظهر السبت السادس من أكتوبر 1973فى مفاجأة هزت إسرائيل وجولدا مائير رئيسة الوزراء التى كانت تتباهى ومعها جنرالات الجيش بقوة وصلابة جيش العدو وأنه لا يقهر .. يقينا أن السادات العظيم غير هذه المفاهيم التى ترسخت فى أذهان قادة إسرائيل لفترة طويلة بعد العبور الساحق لقواتنا المسلحة الباسلة ودك خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس كبارى على الضفة الشرقية من القناة وكسر هيبة الجيش الإسرائيلي للأبد.ولولا التدخل الأمريكى أثناء المعركة فإن إسرائيل كانت على وشك الاعتراف بالهزيمة الكاملة والموافقة على كافة الشروط التى يفرضها المنتصر على المهزوم ..لم يهدأ للسادات الزعيم الوطنى حتى النخاع والذى دائما ما يفكر فى حلول غير تقليدية لانتزاع الأرض المحتلة وتحرير كامل تراب سيناء من دنس الاحتلال وعدم التفريط فى سنتيمتر متر واحد من التراب الوطنى أو الأرض العربية حتى هداه تفكيره لحيلة ذكية وسياسية جدا فى عمل زيارة لإسرائيل بعد تركيع العدو لفرض السلام وبالقوة عليه وهو ما قبلت به إسرائيل على مضض، ولولا انتصار أكتوبر ما وافقت ولا قبلت ومعروف عن إسرائيل أنها حينما تحتل أرضا لا تخرج منها إلا بالقوة.واقع الأمر أن السادات الداهية كان يقرأ جيدا عقلية الصهاينة ..لذلك باغتهم بالحرب والانتصار عليهم وفاجأهم بزيارتهم فى عقر بيتهم وتلك هى عبقرية السادات الذى لا يفكر تحت قدميه أبدا، وإنما دائما يستشرف المستقبل ولا يقتنع بالأصوات الحنجورية أو الشعارات الرنانة ولكن جل همه وتفكيره فى النتائج والمسلمات الحقيقية والتفكير المنطقى والاتساق مع الذات ..من أجل ذلك استحق احترام العالم حتى معارضيه معظمهم راجع مواقفه وأنصف الرجل ..تعظيم سلام لبطل الحرب والسلام السادات الشهيد البطل
مشاركة :