تتواصل العملية الانتخابية (المحلية) البلدية في عدد من مدن ليبيا، بالرغم من التداعيات التي أفرزتها جائحة كوفيد-19 والتهديدات الأمنية، التي تسببت في إيقاف الانتخاب في بعض مدن جنوب البلاد. وانطلقت مؤخرا العملية الانتخابية للمجالس البلدية في ليبيا، ومن المقرر استمرار المرحلة الأولى حتى نهاية سبتمبر الجاري. وتستعد أكثر من 100 بلدية ليبية لتنظيم انتخابات جديدة لمجالسها في الدورة الثانية خلال العام الجاري، حيث انتهت ولاية معظمها التي تبلغ 4 أعوام. وقال سالم بن تاهية، رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية في ليبيا في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) ليلة الجمعة، إن "إجراء الانتخابات في عدد من المدن يسير وفق المخطط بالرغم من التهديدات المتعلقة بوباء كورونا الجديد، بجانب بعض التهديدات الأمنية التي تسببت للأسف في توقف بعض الانتخابات في بعض البلدات". وأضاف بن تاهية أن "الإجراءات التي أفرزتها جائحة فيروس كورونا الجديد، أدت إلى انخفاض في نسبة الناخبين، بسبب مخاوف من الإصابة، بالرغم من توفير كافة الإجراءات الاحترازية داخل المراكز الانتخابية، لكن هذا الأمر في النهاية أدى إلى انخفاض في عدد المقترعين". وعبر رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، عن رضاه على العملية الانتخابية بالرغم من تداعيات أزمة كوفيد-19، معتبرا أن العملية الانتخابية سارت في ظروف سلسة ودون مشاكل باستثناء بعض المشاكل الأمنية. وقال في هذا الصدد إنه "لأسباب أمنية توقفت العملية الانتخابية في بلديتي تراغن والقطرون جنوب ليبيا" التي جرت خلال الأيام الماضية. ولم يكشف المسؤول الليبي عن طبيعة الظروف الأمنية التي حالت دون إتمام الانتخابات في البلديتين. لكن وسائل إعلام محلية تحدث عن هجوم مسلحين خارجين عن القانون على معظم المراكز الانتخابية في جنوب ليبيا، وقاموا بقوة السلاح بإغلاقها دون معرفة دوافعهم. وتسيطر قوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر على معظم جنوب ليبيا. في المقابل وفي غرب ليبيا، كانت الظروف الأمنية مناسبة لإقامة العملية الانتخابية، حيث أجرت مدينة مصراتة الخميس الماضي، انتخاب المجلس البلدي دون عراقيل، بالرغم من الإقبال الضعيف الذي شهدته. وأوضح الطيب أميمة، رئيس اللجنة الفرعية لانتخابات المجلس البلدي بمصراتة تفاصيل عملية الاقتراع، قائلا "نسبة المقترعين من 45% من إجمالي المسجلين في العملية الانتخابية بلغت 27%، وكان الرغبة أن تكون أكبر لكن الظروف التي صاحبتها أفرزت هذه النتيجة". لكن سالم بن تاهية، رئيس اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية، أثنى على انتخاب المجلس البلدي بمصراتة، نظرا للظروف الأمنية الممتازة التي توفرت أثناء عملية الاقتراع. وأكد بن تاهية بهذا الشأن "البرنامج الانتخابي في مصراتة جرى في موعده وبشكل سلس ودون مشاكل أمنية، أما بخصوص تدني عدد المشاركين، أرى أنه في الظروف الحالية بسبب تفشي جائحة كوفيد-19 وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، أدى إلى هذا الضعف". ويبلغ إجمالي المصابين بكوفيد-19 في ليبيا منذ تسجيل أول إصابة في مارس الماضي 16445 مصابا، شُفي من بينهم 1910 شخصا وسجلت وفاة 262. وعن مصير باقي المدن في عموم ليبيا، قال إنه "سنحرص على إجراء الانتخابات في جميع البلديات في موعدها، وتوفير كافة المستلزمات الخاصة بعملية الاقتراع، وتطبيق الإجراءات الاحترازية لوباء كورونا الجديد". وتعد مدينة مصراتة والتي توصف بأنها العاصمة الاقتصادية، رابع أكبر مدن ليبيا، ويتجاوز عدد سكانها النصف مليون نسمة، من أصل أقل من 8 ملايين نسمة عدد سكان ليبيا. بدروها، أشادت الأمم المتحدة بنجاح انتخاب بلدية مصراتة، معتبرة أنها تعبر عن إصرار الليبيين على ممارسة حقهم الديمقراطي. وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز في بيان تلقت وكالة ((شينخوا)) نسخة منه، إن "هذه الانتخابات أثبتت، مرة أخرى، إصرار الليبيين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية في انتخاب ممثليهم، في تحدٍ واضح للعديد من المعوقات التي تواجهها مدينتهم وبلدهم في هذه الأوقات العصيبة". وأضافت وليامز "أثني على جميع المشاركين في هذه العملية الانتخابية، ولجهود الجميع الدؤوبة والالتزام الديمقراطي لضمان إتاحة مناخ آمن للناخبين لانتخاب ممثليهم بحرية." واختتمت وليامز، "أحث جميع الناخبين الليبيين على التعامل بجدية في التسجيل والمشاركة بشكل أكبر في الانتخابات المحلية." وجددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التأكيد على دعمها القوي للشعب الليبي في إجراء الانتخابات البلدية وتعزيز الحكم المحلي، ودعمها للجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية لدورها الحيوي في ضمان إجراء الانتخابات البلدية بشكل ديمقراطي ومن خلال عملية شاملة وذات مصداقية، وفقا لذات البيان. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين الحكومة في طرابلس المعترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" بقيادة حفتر، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.
مشاركة :