التحالف المدني في الأردن يتفكك عشية الانتخابات التشريعية | | صحيفة العرب

  • 9/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمان- هزت الاستقالات الجماعية التي ضربت التحالف المدني الاثنين الساحة السياسية الأردنية، بالنظر للأسماء الثقيلة التي ضمتها القائمة وفي مقدمتهم الوزير والسفير الأسبق مروان المعشر، في وقت كان يراهن البعض على هذا التحالف الفتي في الانتخابات التشريعية التي لم يعد يفصل عنها سوى أسابيع قليلة. ومن أبرز الأسماء المستقيلة إلى جانب مروان المعشر: مروان البطاينة ونور عبدالكريم الكباريتي وسمر دودين وجواد عباسي وسعيد دروزة ودريد محاسنة ومها الخطيب وهنري عزام وريم خياط ورانية فراج ويسار حمودة ورانيا عطالله ونديم مشحور ولين فراج ورمزي متري ووفاء الخضرا وريم خوري ونوال الخصاونة وجيدا فراج ومها فراج وسليم خوري ومحمد ساطع وهالة فراج. وربط المعشر الذي يعد أحد مؤسسي هذه التجربة السياسية، دوافع استقالته بوجود قوى تغيير داخل التحالف المدني غير متوافقة ولا منسجمة ولا تتعامل بشفافية وبثقافة تعاونية مدنية ديمقراطية بناءة. كان ينظر إلى التحالف المدني على أنه الرافعة التي ستنهض بالحياة السياسية التي تشهد حالة من الخمول منذ سنوات وأوضح الوزير الأسبق في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي “منذ حوالي أربع سنوات، بدأت مع مجموعة خيرة بتأسيس حزب التحالف المدني إيمانا منا بأهمية تكوين إطار تنظيمي سياسي يحمل مبادئ الدولة المدنية الديمقراطية، القائمة على سيادة القانون، والمساواة في المواطنة دون تمييز، وبناء نظام فصل بين السلطات، ونظام مدني ديمقراطي يضمن الوصول لحكومات برلمانية، واحترام التنوع والتعددية الفكرية السياسية، والالتزام بتطبيق اقتصاد اجتماعي يضمن تنمية المبادرات الفردية ويعتبر القطاع الخاص مشغلا رئيسيا لعجلة التنمية، والوصول لمبادئ العدالة الاجتماعية التي لا تتحقق إلا بتكافؤ الفرص والمساواة، واحترام حقوق الإنسان وضمان الحريات العامة والفردية”. وأضاف “منذ انضمامي وثلة خيرة للعضوية عام 2018، مررنا بمخاض صعب حاولنا فيه رغم التدخلات السافرة أن نساهم في تحويل الفكرة إلى فرصة وبناء عمل لتحقيق رسالة ومبادئ الحزب، وحيث أنني ومجموعة من الأعضاء وجدنا أن بعض قوى التغيير داخل الحزب غير متوافقة ولا منسجمة ولا تتعامل بشفافية وبثقافة تعاونية مدنية ديمقراطية بناءة، فقد تقدمنا الأحد باستقالتنا الرسمية من الحزب”. وتشكل حزب التحالف المدني في العام 2018، وضم في صفوفه شخصيات من مشارب مختلفة يسارية، وليبرالية، وقومية، كما احتضن شخصيات تولت مناصب رفيعة في الدولة الأردنية. وكان ينظر إلى هذا التحالف على أنه الرافعة التي ستنهض بالحياة السياسية التي تشهد حالة من الخمول منذ سنوات. وكان المتحمسون لهذا المشروع يرون أنه قادر على مزاحمة جماعة الإخوان المسلمين وذراعها حزب جبهة العمل الإسلامي الذي احتكر وعلى مدى السنوات الأخيرة الساحة السياسية والفضاء العام في الأردن. ويرى مراقبون أن اختلاف التوجهات السياسية والفكرية شكل أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفكك هذا التحالف الناشئ، كما أنه لا يخفى أن أصحاب القرار في المملكة لم يكونوا مرتاحين لهذا التحالف وسعوا منذ الإعلان عنه إلى محاربته، معيدين التذكير بمنع محافظ العاصمة عمان من إقامة حفل إشهار له. المعشر يربط دوافع استقالته بوجود قوى تغيير داخل التحالف المدني غير متوافقة ولا منسجمة ولا تتعامل بشفافية وبثقافة تعاونية مدنية ديمقراطية بناءة ويقول المراقبون إن حجم الاستقالات سيعني ضربة قاسمة للحزب الذي يستعد للمشاركة في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 10 نوفمبر المقبل، لافتين إلى أن ما حدث يشكل خيبة أمل كبيرة للتيار المدني عموما في المملكة خاصة وأن الكثير منهم حتى أولئك الذين ظلوا خارج إطاره التنظيمي كان يحدوهم أمل في أن يخلق حالة زخم ويملأ الفراغات في الساحة السياسية، في ظل تراجع دراماتيكي للأحزاب والقوى التقليدية. وشدد المعشر في وقت لاحق الاثنين على أنه لن يتخلى عن حلم الدولة المدنية الديمقراطية غير أنه لم يشعر أن حزب التحالف المدني هو الوسيلة لتحقيق هذا الحلم. وقال في تصريحات لوكالة “عمون” المحلية إنه لا يعتزم تشكيل حزب سياسي خلال السنوات المقبلة؛ وذلك نظرا للتحديات والصعوبات التي يخضع لها هذا المسار. وشدد المعشر على إيمانه المطلق بأنه لا مجال لتقدم الأردن إلا من خلال الحياة الحزبية غير أن المناخ العام لا يسمح بذلك.

مشاركة :