إبراهيم عمران يكتب: التربية الأخلاقية تحصن المجتمع

  • 9/9/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فى ظل ما يعانيه المجتمع من انفلات أخلاقى وحالة الفوضى والعشوائية وانتشار ظواهر سلبية دخيلة على الشباب أثرت على المجتمع المصرى بصورة أو بأخرى أدت إلى انفلات فى الأخلاق وسوء فى سلوكيات الأفراد نتج عنها انتشار تراجع القيم الأخلاقية  لدى الشباب وغياب الانتماء وحب الوطن.معالجة سوء الأخلاق التى انتشرت فى الفترة الأخيرة وأدت إلى الانفلات الأخلاقى والتطرف واعتناق الفكر التكفيرى، حيث تعرضت مصر فى الفترة السابقة عقب 25 يناير لموجة عنيفة من الانفلات الأخلاقى أدت إلى انهيار في القيم الأخلاقية نتيجة لعدة عوامل من أهمها السوشيال ميديا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والعولمة التي كان لها تأثير قوى على سوء الأخلاق.تدريس الأخلاق فى مراحل التعليم الأساسى يسهم في وقاية الطلاب من جرائم الأخلاق والفكر المنحرف المتطرف وذلك من خلال المواد الدراسية والأنشطة بأساليب متعددة منها القدوة الحسنة والحوار عن طريق المشاركة والممارسة المجتمعية التي تسهم في غرس الإيمان وحب الانتماء، والدراسات التربوية الحديثة أثبتت من خلال النتائج أن التربية الأخلاقية تساهم بشكل فعال في غرس الأخلاق الحميدة والقيم المثالية في نفوس الطلاب فضلا عن أنها وقاية مباشرة من الفكر المتطرف والسلوكيات الخاطئة. المادة تحتاج إلى صياغة دقيقة, بحيث تكون مادتها جرعة قوية فى الأخلاق, تعلق بذهن الناشئة في باكورة حياتهم, وتشكل قيمهم و نوازعهم ونهجهم في الحياة, بحيث لا تكون حشدا لمتفرقات شتى لا رابط بينها, ولا يخرج منها الدارس بطائل, وآلية وضعها معروفة لدى المتخصصين في الدراسات الشرعية والتربوية والنفسية والاجتماعية, والعهد بها إلى المؤسسة الدينية فقط لوضع مادتها العلمية غير كاف, حيث جوانب الأخلاق تفتقر إلى العوامل النفسية والتربوية والاجتماعية, ونحوها, التي تقتضي أن يشترك فى وضع هذه المادة علماء فى هذه التخصصات, حتى تخرج مكتملة الجوانب, فتحقق الغاية من وضعها, وتقريرها كمادة أساسية فى التعليم.الأديان السماوية جاءت للتأكيد على الأخلاق الحميدة عند الفرد والجماعة والدولة، والشريعة الإسلامية ما هي إلا عقيدة ومعاملات وأخلاق فى الأساس، فالعقيدة فى مجملها هى حب الله والاعتراف بالربوبية وحب الله الحقيقي يستدعى أن يكون الإنسان عاملا بما هداه الله إليه من تشريعات من أحكام سواء فى علاقته بالله أو مع سائر أفراد المجتمع لقوله تعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). ولقد بين العلماء الارتباط الوثيق بين الإيمان والأخلاق كما أشار ابن القيم إلى أن النبي جمع بين تقوى الله وحسن الخلق وعلل هذا بأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وربه وحسن الخلق يصلح بينه وبين خلقه فتقوى الله تستوجب محبة الله وحسن الخلق يستدعى الناس إلى محبته والأخلاق هى الآداب العامة الفاضلة التي يجب أن تحكم سلوك الجماعات والأمم والأفراد.التربية الأخلاقية للطفل من البداية سواء كانت عن طريق التربية الأسرية أم كانت فى المناهج الدراسية عن طريق الأساتذة هي أسس بناء الشخصية الإنسانية السليمة.  يجب أن تكون التربية الأخلاقية مادة رسوب ونجاح وتضاف إلى المجموع النهائى حتى بالجامعة لضمان تنشئة جيل قوي يحافظ على أمن يحافظ  على الوطن من قيم  وآمن ضد المخربين لأن هذه المادة تعرض كل القضايا الشائكة سواء فقهية أو علمية أو ثقافية أو اقتصادية أو فلسفية ولذلك يجب تضافر كل مؤسسات الدولة لبناء الشخصية المصرية، فالقضايا الأخلاقية ليست مقصورة على المسلم بل كل أطياف المجتمع حتى تؤدى فى النهاية إلى بناء مجتمع قوي. من خلال  تضافر جهود جميع الجهات من البيت والأسرة والمعلمين في المدارس والجامعات لتوجيه سلوك الطلبة والبعد عن سوء الأخلاق وذلك للعمل على تقويم الأخلاق لقول الرسول الكريم:«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».

مشاركة :