تسعى مصر إلى تحقيق «استفادة مُثلى» من مياه الفيضانات التي تنحدر عبر الهضبة الإثيوبية والأراضي السودانية إلى نهر النيل. وقال محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية المصري، أمس، إن اللجنة العليا لمتابعة إيراد النهر «في حالة انعقاد مستمر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع فيضان هذا العام بالسيناريوهات كافة»، مشيراً إلى أن السد العالي والمنشآت التابعة له «جاهزة لتحقيق الاستفادة المُثلى من المياه الواردة».ويشهد السودان منذ الشهر الماضي سيولاً وفيضانات عارمة تسببت في مقتل العشرات، وهدم آلاف المنازل. وتشير بيانات الرصد والتنبؤ المصرية إلى أن فيضان هذا العام «أعلى من المتوسط»، وأنه من المتوقع أن يبدأ انحسار معدلات الأمطار على منابع النيل نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي.ويأتي الحديث عن الرصد المصري لإيراد النهر في وقت تشهد فيه المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الأفريقي، إخفاقاً متواصلاً في الوصول إلى اتفاق نهائي ينظم قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة» الذي تقيمه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة والخرطوم أضراره على الإيراد السنوي لنهر النيل، فضلاً عن تأثيرات أمنية وبيئية أخرى.وأنجزت أديس أبابا نحو 75 في المائة من عملية بناء السد، فيما انتهت في يوليو (تموز) الماضي من المرحلة الأولى لملء الخزان، تمهيداً لتشغيله. وعقدت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد النهر في مصر اجتماعاً، أمس، برئاسة محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، وحضور القيادات التنفيذية بالوزارة، لمتابعة موقف الفيضان لهذا العام، ومتابعة حالة الأمطار على النيل الأزرق.واستعرضت لجنه تنظيم إيراد النهر موقف فيضان النيل، والإجراءات التي يتخذها كل من قطاع شؤون مياه النيل، ومركز التنبؤ بقطاع التخطيط بالوزارة، من رصد وتحليل وتقييم لحالة الفيضان، وكميات المياه المتوقع وصولها حتى نهاية العام المائي الحالي (2021-2022).وأشارت البيانات إلى أنه متوقع بدء انحسار معدلات الأمطار على منابع النيل بنهاية شهر سبتمبر (أيلول). ووفق المؤشرات الأولية للفيضان، فإن هناك احتمالية لأن يكون في حدود أعلى من المتوسط، وأن الوارد خلال أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) حتى الآن أعلى من نظيره في العام الماضي، لكن اللجنة قالت إنه من المبكر الحُكم بشكل نهائي على نوع وحجم الفيضان هذا العام، انتظاراً لشهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).وتجري السلطات المصرية تنسيقاً مع نظيرتها السودانية، في ظل ارتفاع معدلات سقوط الأمطار بالعاصمة السودانية الخرطوم بشكل غير مسبوق، وارتفاع منسوب المياه بالمجري المائي. ووجه الوزير عبد العاطي بضرورة «العمل على استمرار تنفيذ إزالة التعديات على المجاري المائية، خصوصاً مجرى نهر النيل، لاستيعاب المياه الزائدة وقت الطوارئ أو في أثناء فترة السيول». كما شدد على متابعة اللجنة العليا «إيراد النهر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع الفيضان هذا العام».وكانت المفاوضات الثلاثية علقت قبل أسابيع، بعد فشل إعداد نسخة أولية لاتفاق بشأن سد النهضة، الأمر الذي تقرر على أثره قيام كل دولة منفردة بإرسال خطاب إلى رئيس جنوب أفريقيا (رئيسة الاتحاد الأفريقي)، يتضمن رؤيتها للمرحلة المقبلة التي لم تتضح حتى الآن.
مشاركة :