إبراهيم عمران يكتب: تعظيم قيمة «المعلم» (4)

  • 9/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قم للمعلم وفه التبجيلا ..كاد المعلم أن يكون رسولا .. لو عملنا بنصيحة الشاعر ما وصل طلاب العلم في مختلف المراحل  إلى هذا التدهور العلمى والأخلاقى الذى أضرنا جميعا . فكل مواطن مهما بلغت مكانته الفضل يعود لمن علمه .فالمعلم أهم محاور المنظومة التعليمية فى أى بلد يرجو تقدما وحضارة.. وتطوير التعليم بتطوير المعلم ورعايته وبالتطور فى وسائل التعلم أصبحت رعاية المعلم  أكثر إلحاحا لعودة  هيبته.للمعلم دور مُهمّ وحيوي في بناء المجتمعات لأنه العمود الأساسي  للتنمية من خلال تعليم وتخريج كافة التخصصات سواء النظرية أم العملية إذا تمت  مراعاة ظروف المعلم  في كافة النواحي سواء  ماديا أو ثقافيا أو اجتماعيا استطعنا تحقيق المعادلة الصعبة وهي المجتمع  المتقدم  اقتصاديا وفكريا واجتماعيا لأن المعلم هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.لإعادة هيبة المعلم يجب رفع المستوى المادي وتوفير حياة كريمة للمعلم كي لا يسقط في هاوية السعي وراء المال ويهمل رسالته الأساسية بتعليم النشء فتسقط الأجيال جيلا بعد جيل.وكذلك توفير الرعاية الصحية للمعلم في أفضل المستشفيات قبل وبعد سن المعاش حتى يظل فى موقعه اللائق به فى أذهان طلابه دون الحاجة لاكتساب المال أو الحصول على الدواء  ؛ فيتفرغ للعمل مع التأهيل النفسي والتربوي  لتعريف المعلم بأهمية رسالته وواجبه نحو استيعاب الطالب وحلّ مشكلاته وتعديل سلوكه  ورفع المستوى الثقافى والأخلاقى  للمعلم وتدريبه على دبلوماسية التعامل مع المجتمع  لنقل صورة مبشرة عن الحياة  ويكون قدوة لكل طالب.  هكذا نستطيع التقدم ؛ فالعلم رفع دول العالم التى اهتمت به ونحن الأولى باحتلال أعظم مكانة علمية بين الدول ؛ لنعيد أمجاد حضارة أجدادنا حضارة سبقت التاريخ وكتبت التاريخ ...فنحن المصريين إن أردنا فعلنا ...ومتى نبدأ نكتب النجاح ..فقط إن خلصت النية وتعاون الجميع .التعليم الصحيح من أهم ركائز نجاح وتقدم الدول ونضوجها يجب أن  يواكب المتغيرات والمعطيات الجديدة للمجتمع ويعد من أهم الآليات والوسائل الفعالة لمواجهة هذه التحديات وهذا بدوره يتطلب مناهج دراسية من نوع معين تتميز بقدرتها على تشكيل عقول الطلاب وتعديل سلوكياتهم والتأثير فى وجدانهم وتنمية قيمهم وإعدادهم ليكونوا ركيزة أساسية في بناء الوطن. مع ضرورة إعادة النظر فيما يتعلق بالثقافة التعليمية وقضايا التسامح مع الآخر وعدم الحض على الكراهية، خاصة أن هناك بعض الظواهر التي انتشرت فيما يتعلق بالسياسة التعليمية فى المراحل المختلفة التى استغلها بعض المنتسبين إلى الدين فى تحقيق مآربهم.تطوير المناهج التعليمية يجب  أن يقوم بدوره الوقائي في  تغيير فلسفة أداء المؤسسات التعليمية، وإصلاحها وتطوير السياسات والاستراتيجيات، سيسهم فى إتمام نجاح مشروع الوقاية الفكرية لدى عقول الطلاب فى المدارس، عبر تنمية لغة الحوار والحرية والإبداع. يجب  أن تتجه الحكومات نحو تعظيم قيمة «المعلم» المناط به غرس تلك القيم فى إطار المشروع الوقائى ضد التطرف، فلا يمكن للمعلم ذى الدخل المحدود أن يجعل أولوياته غرس القيم والتعليم فى نفوس الطلاب، لأنه فى هذا الوقت يجعل المكسب المادى هدفا نصب عينيه ليوفر لأسرته مستوى معيشيا يتلاءم مع أعباء الحياة والمطالب المادية الملحة.للأسرة أيضا دور مهم في غرس القيم الأخلاقية وحب الوطن والانتماء من خلال غرس المفاهيم الصحيحة منذ البداية، ويجب على لجنة التعليم بمجلس النواب أن يكون لها دور مهم فى التواصل مع الجهات المهنية لترسيخ المفاهيم الصحيحة ووضع المناهج التى تتلاءم مع عقل الطلاب وتقوى لديهم حب الانتماء والتسامح مع الآخر خاصة فى المراحل الأولى التى تشكل عقل الطلاب، وضرورة عودة التربية الوطنية فى كل مراحل التعليم المختلفة لأنها تغرس في عقول الطلاب حب الوطن بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الحقيقية للمجتمع.

مشاركة :