المتخلفون المسيئون | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/30/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خرجت في رابع العيد من مطعم فاخر مع عائلتي لأُصدم بما رأيت، إذ أحد المواطنين الأعزاء (الشياكة)، وقد انتهى من وجبة العشاء مع العائلة المصونة، وقد حرّك سيارته لإركاب العائلة، وفي المقدمة ركبت (المدام) على ما يبدو. وبمجرد جلوسها ألقت بثلاث زجاجات ماء بلاستيكية فارغة خارج السيارة، وأمام المدخل الفاخر للمطعم مباشرة. واضح أن المدام كانت (متشيكة) و (متأنقة). وأما الأشد وضوحاً بالنسبة لي على الأقل فهو أن هذه (المدام) وأمثالها وأبناءها لن يفعلوا الشيء نفسه داخل دارهم العامرة. ربما فعلوها أمام الفيلا أو العمارة لأن ذلك خارج نطاق الولاية المكانية للمدام، ولأن (عامل البلدية) سيقوم بمهمة جمع (الوساخة) التي تنثرها في الأماكن العامة. بالله كيف يمكن إكساب أبناء وبنات هذه المدام وبعلها الذي هو من طينتها (وهي من طينته) أي فضائل عن النظافة أو احترام الممتلكات العامة أو مراعاة الذوق العام أو الامتناع عما يسيء إلى الآخرين؟! لو ألفّت مليون مجلد وأشربته مسامع هؤلاء الأبناء، فلن تجد إلاّ رجعاً لصدى بعيد لا يقوّم سلوكاً ولا يصلح معوجاً! لا تربية وطنية ولا يحزنون ولا ينفعون!! ولذلك لا أستغرب إطلاقاً عندما ألاحظ أن كثيراً من الإخوة المقيمين يمارسون السلوك نفسه في ديارنا خاصة في المواقع الخضراء العامة بعدما يشبعونها تنزهاً واستمتاعاً والتهاماً للمكسرات والمشروبات. هؤلاء لا أحد ينكر عليهم لأن جلّهم يمارس الجريمة نفسها، وقليل من أصحاب الذوق قد أصابهم الإحباط، فآثروا السكوت على مضض والتذمر عن بعد. ولا أستغرب كذلك نتائج الدراسة التي أعدتها الدكتورة تغريد الجدعاني من جامعة الملك عبد العزيز (الحياة 2 يوليو)، ومنها أن مدينتي جدة ومكة المكرمة تعانيان من (ضعف ممارسات وسلوك النظافة)، وأن ضعف أو انعدام هذه السلوكيات الإيجابية تؤثر سلباً في سمعة (الهوية السعودية) خارج المملكة، وأن (غياب السلوك الحضاري من أبرز الأسباب التي تجعل الهوية الوطنية السعودية غير متكاملة). وإذاً فقد تعدت آثار هذه السلوكيات (المتخلفة) حدود بيئتنا المحلية إلى خارج حدود الوطن، بل الأدهى من ذلك هو ضياع الصالحين الحضاريين في (طوشة) الهمجيين المتخلفين بغير ذنب سوى الصورة الذهنية المهتزة التي أشاعها هؤلاء المتخلفون. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :