جميل جداً أن أخذت الدوائر تعتمد الأسلوب الحضاري في مخاطباتها، فحتى عهد قريب كان الأسلوب جافاً، بحيث أن أي مواطن يُطلق عليه (المدعو)، إلا من يتميّز تميّزاً معترفاً به. وأذكر أن تعميماً رسمياً جاء بوجوب إقران الاسم بكلمة (المواطن)، لكن المواطن تعني فقط حامل الجنسية وتستثني المقيم، ولذا نجدهم في الأقطار العربية يستعملون مفردة (السيد). وجاء من قال إن السيد هو من السادة، والسادة من يصل نسبهم إلى الرسول عليه السلام. ولدينا في بلادنا أسر هم من السادة، وواحدهم يحمل لقب السيد، بالرسائل أو بدونها. ولا تزال تلك المواضيع مدار بحث. هل بدا لكم أن تتوقّفوا عند المخاطبات التى تصدر من الدوائر الحكوميّة؟ إنكم إن توقفتم فستجدون أنها ممتلئة بالخشونة.. ولم تتغيّر منذ أكثر من قرن. لنقرأ معا هذا الخطاب، مثلا: سعادة مدير إدارة مراقبة الوافدين (قسم الهروب) وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. راجعنا المدعو .. بتاريخ ... بشأن البحث عن الخادمة .. وجنسيتها.. وحيث إن الخادمة المذكورة غير موجودة فى المركز حتى تاريخ.. آمل إكمال إجراءات التبليغ المتبع وتكليف المذكور بمراجعة المركز بين فترة وأخرى. ولكم تحياتي.. مدير مركز رعاية شؤون الخادمات الاسم والتوقيع الملاحظة أن المرسل وفّر كلمة المجاملة المعتادة «سعادة» فقط لمدير الإدارة أما صاحب الشأن، أي المواطن، فتكفيه كلمة «المدعو». لاحظوا أيضا الفقرة الأخيرة. فالكاتب طلب من المدير بعبارة «آمل» إكمال إجرا ءات.. و"تكليف المذكور"، والمذكور هو المدعو. والمدعو هو المواطن. هداكم الله. وظّفوا من يعرف قدر الوطن والمواطن. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :