واشنطن – توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الأشخاص الذين كانوا أطفالا عندما انفصل آباؤهم أظهروا مستويات أقل من هرمون الأوكسيتوسين الذي يعرف باسم “هرمون الحب”. وأوضحت الدراسة التي أنجزتها جامعة بايلور الأميركية، أن الأوكسيتوسين يفرز في الدماغ ويطلق في أثناء تجارب الترابط مثل ولادة طفل أو التفاعل الجنسي أو الرضاعة، حيث أظهرت الأبحاث أنه مهم للسلوك الاجتماعي والتعلق العاطفي، كما أنه مرتبط بالأبوة والأمومة، حسب موقع “ميديكال إكسبريس” الطبي. وبينت مؤلفة الدراسة ماريا بوكيا؛ أستاذة دراسات الطفل والأسرة بجامعة بايلور “بعد زيادة معدلات الطلاق، ركزت الأبحاث على العوامل المؤثرة على الطلاق لفهم أسبابه”. وأكدت أن الأوكسيتوسين هو هرمون عصبي مهم في تنظيم هذه السلوكيات، ويتأثر بأحداث الحياة المجهدة، مؤكدة أن الأطفال الذين انفصل آباؤهم كانت لديهم اضطرابات مزاجية وسلوكية، ثبت أنها مرتبطة بالأوكسيتوسين، كما أن الانفصال كان يصيب الأطفال بالاكتئاب والقلق في مرحلة المراهقة. وقالت بوكيا بعد أن فحص الباحثون في دراسة بايلور، تأثير تجربة طلاق الوالدين في مرحلة الطفولة على مستويات الأوكسيتوسين عند البالغين، “وجدنا أن الأوكسيتوسين كان أقل بكثير لدى الأشخاص الذين عانوا من طلاق والديهم”. وكشفت النتائج، أن مستويات الأوكسيتوسين تتأثر سلبا بطلاق الوالدين، وقد تكون مرتبطة بآثار أخرى تم توثيقها في الأشخاص الذين يتعرضون لطلاق الوالدين. ووجهت الدراسة، عددا من الأسئلة لمجموعة من الأطفال حول آبائهم وأقرانهم في أثناء الطفولة وآدائهم الاجتماعي، كما تناولت الأسئلة أسلوب والديهم، مثل المودة واللامبالاة والإفراط في السيطرة، وأسلوبهم في التعامل ومستويات الثقة التي يمنحونها لهم، ووجد المشرفون عليها أن الأطفال الذين عاصروا طلاق والديهم، كانت لديهم مستويات أقل من هرمون الحب. الأطفال الذين انفصل آباؤهم كانت لديهم اضطرابات مزاجية وسلوكية، ثبت أنها مرتبطة بالأوكسيتوسين وعند تحليل تركيزات الأوكسيتوسين وجد الباحثون أن المستويات كانت أقل بكثير لدى الأفراد الذين عاصروا في طفولتهم طلاق والديهم، وأظهر التحليل أن هؤلاء الأفراد صنفوا والديهم على أنهم أقل اهتماما وأكثر لامبالاة، كما أن آباءهم كانوا أكثر تعسفا في التعامل معهم. وكما أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين عانوا من طلاق الوالدين في أثناء الطفولة كانوا أقل ثقة، وأكثر انزعاجا من التقارب ولا يشعرون بالأمان في العلاقات، كما صنفوا أسلوبهم في تقديم الرعاية على أنه أقل حساسية من المشاركين الذين لم ينفصل آباؤهم. وأكدت دراسة سابقة أن الطلاق قد يتسبب في معاناة الأبناء الكثيرَ من الأعراض العضوية والنفسية التي يرتبط حجمها وأثرها بشكل كبير بالطريقة التي يتم الانفصال بها، ومدى مصارحتهم بالعزم عليه قبل إتمامه بوقت كاف، والتأكيد على أنهم ليسوا السبب فيه ولا يتحملون مسؤوليته والتشديد على أن الطلاق لن يؤثر على مقدار الحب الذي سينعمون به من كلا الأبوين. ونبهت العديد من الدراسات إلى أن انفصال الأبوين قد يكون أكبر سبب من أسباب الاكتئاب لدى الأطفال، وكشفت دراسة أجرتها جامعة بيرغن في النرويج أن صحة الأطفال يمكن أن تتأثر سلبا بسبب تدهور العلاقة بين الأم والأب عند الطلاق وانقطاع التواصل مع الأب، لافتة إلى أن الطلاق قد يتسبب في حالات القلق والاكتئاب والمشاكل العاطفية أو الإجهاد والتأثيرات الجسدية كاضطرابات المعدة والصداع. وشددت الدراسة على ضرورة عمل المطلقين على تجاوز الخلافات بينهما ومراعاة الحالة الصحية والنفسية للأبناء وتفادي شيطنة طرف لطرف آخر أو استغلال الأطفال لتصفية الحسابات.
مشاركة :