الغالي إغليه والرخيص إمشِ وخليه - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 8/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يُكرر الناس قولاً مفادهُ أن بعض التجار من السعوديين يطلبون من البلد المصدّر الإقلال من عنصر الجودة، خصوصاً في الملابس والأغطية والمكملات المنزلية التي لا تحمل أخطاراً للمستعمل. وشخصياً قال لي رجل في تايبيه بان البضائع لديهم تتماشى مع المواصفات العالمية. وأننا نضطر إلى تشغيل خط إنتاج خاص برغبات المورّد السعوي، بجودة أقل وثمن أقل. ومن هنا صدّقتُ أن البضائع التى تباع في أغلب المتاجر هي ذات مواصفات خاصة بنا. ورأينا الحالة في المعدات الكهربائية الرديئة. المتمعن في سوق البضائع والخدمات في بلادنا يرى أن ثمة هوّة كبيرة إلى متوسطة بين الرديء والجيّد، وبينهما تقع أمور متشابهة. وعندي أن المستهلك السعودي في أقل من نصفه بدأ يحس بالفرق. بدأ الناس يذهبون إلى مقدم الخدمة المعروف وإن كان أغلى، ويتركون مادون ذلك. فالإنشائيون المعروفون - مثلاً - تزدحم أجنداتهم بالمواعيد والطلبات، لأنهم - في فهم المستهلك - يريحون الزبون من عناء فحص المواد ومشكلاته وجودة العمل والإنهاء في المواعيد. وأدنى قليلاً.. خدمات السباكة والكهرباء والصيانة المنزلية، نرى الناس تدفع أكثر في سبيل إراحة نفسها من قلق فحص العمل مابعد التسليم. وكذا أعمال الزخرفة (الديكور) مع ما يرافقها من مواد ودهانات، فالمستهلك صار يرى أن قلة المشكلات مع العمالة هي ذات قيمة مادية ونفسيّة أكثر من رخص الأسعار. أوضّح هذا قليلاً فأقول صارت الجودة والمهنيّة جزءاً من الأصول الثابتة في المؤسسة. ورضا الزبائن السابقين أضحى مطلوباً ومدوّناً عند تقديم العروض. نرى سيارات (وانيتات) تجوب الشوارع، أو تقف عند نقاط بيع المواد الإنشائية، والكهرباء، ومواد السباكة والدهانات. وتحمل دعوات مثل: مؤسسة فلان للصيانة، وتحتها شرح أقل حجماً يقول: نظافة خزانات، جلي بلاط. أعمال ديكور.! ولا أرى بأساً في البحث عن الأرزاق. لكن المهم أن المرء بعد أن يتصل بالهاتف المدوّن لا يحصل على جواب، وإن حصل فالمتحدّث لا يجيد الحديث عن دقائق المهنة المعلنة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :