العبارة كان يرددها الآباء إذا زاحمت حياتهم مصاريف المنزل. كانوا يكتبونها ضمن المراسلات لأقاربهم فى الكويت والعراق والبحرين. اطلعتُ على (خط) وهو أيضا التسمية لمراسلة أو رسالة، وأيضا يقولون عنها "مكاتيب" . والغرض من العبارة تنبيه من في الخارج ليأخذوا بالحسبان أهاليهم المقيمين في القصيم، وأيضا في نواح أخرى من نجد. ونلاحظ في أيامنا هذه تسارع معدل غلاء المعيشة فى العالم ككل، وفى المنطقة الخليجية على وجه الخصوص خلال الفترة الماضية من عام 2007 حيث وصل الى معدل كبير رغم حرص الحكومات على تهدئة النمو في الأسعار. وذكرت التقارير الاقتصادية أن دول مجلس التعاون الخليجي شهدت حالاً من الازدهار الاقتصادي منذ بداية الوفرة النفطية الحالية، وامتدت لتشمل كل القطاعات الاقتصادية، وحملت في طياتها النمو الاقتصادي بمستويات قياسية. ثمة انجازات رافقتها ضغوط تضخمية بدأت بالتنامي في الآونة الأخيرة خاصة خلال العامين السابقين. ولاحظ أهل المال والاقتصاد وربما الفرد العادى أن العوامل الرئيسية المسببة لارتفاع معدلات التضخم في الدول الخليجية تتباين بين دولة خليجية وأخرى، وأن ارتفاع معدل الإيجارات كان وراء تزايد معدل التضخم في قطر والإمارات، مثلا، والتسارع في أسعار المواد الغذائية العامل الرئيس لارتفاع التضخم في السعودية. معدل التضخم خلال الأشهر القليلة الماضية كان الأعلى تاريخيا. ولمس ذلك المواطن العادي. وقديماً كانت بعض الدول العربية تخصص بندا فى ميزانيتها اسمهُ علاوة غلاء المعيشة. ذاك البند المالي لا يدخل ضمن الراتب. ولا يسري عليه التقاعد، ويُمنح وفق نظام معلوم ولشريحة مُعينة من موظّفي الدولة، وهم الذين قد يُصيبهم ضعف الراتب بالمعاناة فيتأثر الأداء العملي الشخصي ومن ثم القومي. وأظن أن ذاك النهج لا يزال ساريا فى الأردن. ومتأكد أنا أنه كان يطبّق على موظفى الدولة الصغار فى العراق الملكي. وأرى - ومداخيل البلاد النفطية جيدة ولله الحمد والمنّة - أن تبادر وزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية بالاحتياط بمبالغ وبنود طارئة تُسميانها "غلاء معيشة" لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :