فندت زيارة كل من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة، والتي دشناها مساء أول من أمس، مزاعم جماعة الإخوان التي روجت خلال الفترة الأخيرة لوجود خلافات بينهما، حيث يأتي اجتماعهما بمصر ليؤكد أنهما على الجبهة نفسها وفي الصف نفسه، وأن الهدف الأساسي الآن هو توحيد ليبيا وتطهير أراضيها من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية. وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل أمس في قصر الاتحادية كلاً من عقيلة صالح، والمشير خليفة حفتر، وذلك بحضور، رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل. وقال راضي أن «الرئيس السيسي اطلع خلال اللقاء على التطورات في ليبيا وجهود كل الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، وعلى الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى». وكان الرئيس السيسي، التقى المشير حفتر وعقيلة صالح، في 6 يونيو الماضي، وانبثق عن هذا الاجتماع «إعلان القاهرة» الذي يدعو لتشكيل مجلس رئاسي ليبي يضمن تمثيل الأقاليم الليبية الثلاثة وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من جميع ربوع الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الليبي من الاضطلاع بمهامه العسكرية والأمنية في البلاد. عقد مشاورات وعلمت «البيان» أن الطرف المصري دعا صالح وحفتر إلى زيارة القاهرة لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في القاهرة ولإجراء مشاورات حول مستجدات المسارين السياسي والعسكري وذلك قبيل اجتماعات جنيف التي تنعقد الشهر المقبل للاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية، وأن الاجتماع مع الرئيس السيسي يأتي في هذا السياق، نظراً لموقف مصر المعلن والواضح والذي لا يقبل التنازل عن جملة الثوابت التي سبق وأن أعلنها الرئيس السيسي وخصوصاً في ما يتعلق بإخراج القوات التركية والمرتزقة وحل الميليشيات وجمع السلاح ليكون حكراً على مؤسسات الدولة. ولفتت المصادر إلى أن قيادة الجيش ترفض بعض المقترحات الدولية ومنها انسحاب القوات المسلحة من مدينة سرت التي ينتظر أن تكون عاصمة مؤقتة للبلاد بعد الإعلان عن تشكيل السلطة التنفيذية الجديدة، وهو ما تتفق فيه مع القيادة المصرية، حيث جدد الرئيس المصري أول من أمس، تأكيده في كلمته للجمعية العامة للأمم المتحدة على «أن مواصلة القتال وتجاوز الخط الأحمر ممثلاً في خط «سرت – الجفرة» ستتصدى له مصر دفاعاً عن أمنها القومي وسلامة شـعبها» كما تشير مصادر عسكرية إلى أن قيادة الجيش لا تزال ترى أن هناك محاولات إقليمية ودولية لإعادة تدوير جماعة الإخوان وأمراء الحرب بهدف فرضهم على المشهد السياسي كما حدث في مؤتمر الصخيرات في العام 2015، لافتة إلى أن الجيش لا يثق في الإخوان وحلفائهم ومن يقف وراءهم في الداخل والخارج. ويرى مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح، أن التدخل المصري في الأزمة الليبية أثبت أنه إيجابي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، معتبراً أنه لا يوجد خلافات بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح والمشير حفتر. ولعبت مصر خلال الأيام الأخيرة دوراً مهماً في تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، خصوصاً من خلال استقبالها وفداً من غرب ليبيا ضم عدداً من القيادات السياسية والميليشياوية والاجتماعية في مدينة مصراتة ضمن عملها على توحيد المواقف تحت مظلة الوطنية الليبية الرافضة للتدخل الخارجي والإرهاب، حيث أكد الوفد التمسك بالقيم والمبادئ الوطنية المتمثلة في وحدة التراب الليبي واستقلال ليبيا وسيادتها وعلى حرمة الدم الليبي، وشدد بعد لقائه أعضاء اللجنة المصرية المكلفة بمتابعة الملف الليبي على ضرورة التوصل لآليات تثبيت لوقف إطلاق النار والدفع بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة. إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي مقتل زعيم تنظيم داعش في شمال أفريقيا بعملية للجيش في مدينة سبها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :