أكدت الحكومة اليونانية،أمس السبت، أنها نشرت قواتها في جزر بحر إيجه، رداً على نشر تركيا قوات في الساحل، فيما انتقدت تركيا بشدة واشنطن، عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اليونان اليوم الأحد. وقالت الحكومة اليونانية، إنها نشرت قواتٍ عسكرية لها في جزر بحر إيجه، رداً على نشر تركيا قوات لها في الساحل، بحيث تبقى القوتان في موازاة بعضهما البعض. وذكرت الحكومة اليونانية أنها لن توافق على سحب قواتها من الجزر الموجودة في بحر إيجة، مشيرة بذلك إلى ضرورة انسحاب تركيا أولاً. وتدفع الإجراءات التصعيدية التركية والرد اليوناني عليها، حالة التوتر بين الدولتين، وهو ما يضر بجهود التوصل لحل برعاية أوروبية. وتؤرق سياسة النظام التركي في شرق البحر المتوسط اليونان وتزيد التوتر في تلك المنطقة، لكن يبدو أن نهج الرئيس رجب طيب أردوغان منح أثينا كثيراً من المكاسب سواء على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري. ووفقاً لتقرير تشرته صحيفة «ايكاثيمرني» اليونانية، فإن الرئيس التركي قدم كثيراً من الهدايا لليونان بسياساته، منها الدروس والخبرة التي اكتسبتها البحرية اليونانية بعد أكبر تعبئة في التاريخ الحديث واستخلاص النتائج حول كيفية التعامل مع التهديد التركي. ويشير التقرير إلى مكسب كبير في التفوق الواضح للبحرية اليونانية في مجال الحرب المضادة للغواصات، وهو ما أحبط من عزيمة الجيش التركي، وهذا ما جعل التفوق اليوناني مصدر قلق لنظام أردوغان. إلى ذلك، انتقدت تركيا بشدة واشنطن، عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اليونان اليوم الأحد. الانتقاد جاء على لسان المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر جيليك، الذي قال إن موقف الولايات المتحدة وتخليها عن الحياد في أزمة شرق المتوسط لن يفيد السلام في المنطقة، على حد وصفه. زيارة بومبيو الثانية إلى أثينا في عام واحد تأتي في إطار دعم بلاده لها في نزاعها الحدودي مع أنقرة، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية. وأوضحت أن بومبيو سيشدد على التزام واشنطن وأثينا ب«تعزيز الأمن والسلام والازدهار في شرق البحر المتوسط»، وسيحتفي بالعلاقات اليونانية-الأمريكية الأقوى منذ عقود. وأكد مسؤول رفيع في الخارجية اليونانية أن بومبيو سيتوجه خلال الزيارة إلى كل من تيسالونيكي، حيث سيلتقي نظيره نيكوس دندياس، وجزيرة كريت للاجتماع برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وزيارة قاعدة «سودا» العسكرية. وكان بومبيو قد زار قبل أسبوعين قبرص، حيث حضّ تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير توتّراً في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى انتهاج السبل الدبلوماسيّة. يأتي ذلك فيما عبر رئيس الوزراء اليوناني عن أسفه لمواجهة أنقره انفتاحَ بلاده ب«التصعيد والتضليل والعداء»، ملوحاً في الوقت ذاته بالتوجه للمحكمة الدولية في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم. وناشد ميتسوتاكيس تركيا إيجاد حل دبلوماسي لأزمة شرق المتوسط متمنياً بناء شراكة بين البلدين.(وكالات)
مشاركة :