إشراك الأطفال في الأعمال الجماعية يعزز شعورهم بالرّضى | | صحيفة العرب

  • 9/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - تؤكد الدراسات الاجتماعية على أهمية العمل الجماعي ودوره في كسب التحديات والوصول إلى تحقيق الأهداف والتغلب على العقبات مهما كانت صعبة، ويفسر الخبراء ذلك بأن إصرار الفريق على تحقيق الهدف محفز على الوصول إليه. ويشير خبراء علم النفس إلى أن تدريب الأطفال الصغار على المشاركة في الأعمال الجماعية، سواء كانت نشاطات أو ألعابا أو أعمالا تطوعية، يلعب دورا هاماً في تنمية مهاراتهم الاجتماعية ويساعدهم على كسب قيم إيجابية كالتعاون وتقبّل الآخر وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، ويخلصهم من الأنانية وحب الذات. كما يؤكد علماء النفس أن تشجيع الطفل على المشاركة في بعض الأعمال الخفيفة التي تتناسب مع قدراته، كالمشاركة فى إعداد مائدة الطعام أو أعمال ترتيب البيت وتنظيفه، يعوّده على تحمل المسؤولية ويقربه من أفراد العائلة، ما يزيد من الترابط داخل الأسرة. وقالت الباحثة النفسية الأميركية كارين روسكين إن الطفل الذي يتعلم في وقت مبكر من عمره المساعدة في الأعمال المنزلية سينشأ متحمّلا المسؤولية، ويصبح قادرا على التلاؤم مع المحيط الذي يوجد فيه. وأضافت أن الطفل الذي يشارك في أعمال جماعية سيكون على قدر كبير من الثقة بالنفس. كما أن الصفات التي يكتسبها بفضل هذه الممارسة في الطفولة تجعله مهيّأ للحصول على أعلى المراتب الوظيفية في كل عمل يزاوله مستقبلا، إضافة إلى أنَّه سيكون زوجا حنونا على زوجته ولطيفا مع أبنائه. بدوره أوضح الدكتور محمد رمضان، الأخصائي النفسي المصري، أن الطفل الذي ينشأ على تحمل المسؤولية والمشاركة ينال قسطا وافرا من التربية العملية، ويصبح شخصا ذا قيمة لا يعاني من عقد ومشكلات نفسية أو سلوكية. وقال رمضان إن من أوكد المهام التي لا يحرص الآباء والأمهات على تكليف الطفل بها، هي أن يشارك أمه أو إخوته وباقي أفراد الأسرة في إنجاز المهام المنزلية والأعمال اليومية. وأشار إلى أن بعض المهام المنزلية تصبح مفيدة للغاية فى تربية الطفل وتقويمه، كعد الأشياء، وترتيب غرفته، وتنظيم ألعابه، وتعليق رسوماته على جدار غرفته؛ وهو ما أثبتته دراسة بعنوان “هل تؤثر مساهمة الأطفال في الأعمال المنزلية على تحصيلهم الأكاديمي في مراحل الطفولة المبكرة؟”. وبينت الدراسة أن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية تؤثر إيجابيا على الأداء الأكاديمي، مشيرة إلى أن الأطفال خلال أداء الأعمال المنزلية يستفيدون من كل حواسهم مثل الرؤية واللمس والشم وحتى تذوق المواد والأشياء التي يستخدمونها، مما يعزز التعلم متعدد الحواس. كما أكدت الدراسة أن مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية تطور قدراتهم على الملاحظة والعد والطرح والإبداع الذي يطبقونه بشكل طبيعي في جميع مجالات التعلم. وكشفت الدراسة ذاتها أن الأطفال الذين يشاركون في الأعمال المنزلية -والذين لم تتجاوز نسبتهم 4.4 في المئة- كان أداؤهم الدراسي أكثر تميزا من أداء أقرانهم، حيث مكنتهم الأعمال المنزلية من تطوير سلوكيات مهمة مثل الشعور بضرورة تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات. خبراء: إصرار الطفل على تحقيق الهدف محفز على الوصول إليه خبراء: إصرار الطفل على تحقيق الهدف محفز على الوصول إليه كما بينت أن هؤلاء الأطفال أقل اعتمادا على المعلم، حيث يحاولون حل المشكلات الرياضية بأنفسهم أولا قبل الذهاب إلى المعلم، كما يمكنهم ترتيب أدراجهم وتنظيف أنفسهم بعد القيام بالأنشطة المدرسية. ودعا صاحب الدراسة إلى مقاومة النتائج التي تعكس الطبيعة الفردية للأطفال الذين يميلون إلى الانخراط أكثر في المهام المنزلية الشخصية وليس في المهام المنزلية لصالح الأسرة بأكملها. وقال إن عدم المشاركة في الأنشطة الموجهة اجتماعيا يمكن أن يحرم الأطفال من فوائد اجتماعية ومهارات حياتية مهمة، مثل مهارات التفاعل والعمل الجماعي وإدارة الوقت والشعور بالمشاركة والتعاون وتبادل الأدوار، كل ذلك ضروري للكفاءة الأكاديمية. من جهته دعا الدكتور محمد السقا خبير التنمية البشرية إلى ضرورة إشراك الأطفال في الأعمال الجماعية وتشجيعهم عليها، مشيرا إلى أن ذلك يبدأ من داخل الأسرة. وقال السقا إن تدريب الأطفال على العمل بروح الفريق الواحد يؤثر إيجابا على سلوك الطفل وشخصيته ويخلّصه من النزعة الفردية والتمركز حول الذات. كما أكد أن العمل الجماعي يُكسب الطفل قيما هامة كالتعاون وتقبّل الآخر ويزيد من شعوره بالرضى، وينمي فيه سمات إيجابية كالتحدي والإصرار من أجل بلوغ الهدف، خاصة في حالات المشاركة التنافسية. وأضاف السقا أنّ للمدرسة دورا كبيرا في تشجيع الأطفال على العمل الجماعي من خلال السعي إلى تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة الفنية والرياضية والاجتماعية، وتحفيز الطلاب على المشاركة فيها كلٌ حسب مهارته. كما اعتبر أن مشاركة الطفل في فريق له نفس مهاراته يزيد من ارتباطه بهذا الفريق ويحفز رغبته في النجاح، بإلاضافة إلى أنه يوسّع دائرة صداقاته وهو ما من شأنه أن يحسّن حالته النفسية. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :