منح الأطفال استقلاليتهم يعزز لديهم مفهوم الحرية واحترام الآخر | | صحيفة العرب

  • 8/4/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كانبرا - أكدت دراسة أسترالية حديثة أن الآباء والأمهات الذين يجلسون ويسمحون لأطفالهم بالتعلم بأنفسهم في الكثير من الأحيان يكونون أقل تعرضا للضغوط النفسية، وأكثر هدوءا بالمقارنة مع نظرائهم الذين يتبعون أساليب تربية وتوجيه أكثر مباشرة. وفحص المشرفون على الدراسة مجموعة من الوالدين المشاركين في فصول “الأبوة والأمومة”، مدى فعالية طريقة عدم التدخل المباشر في الحياة اليومية للأطفال، أو ما يسمى بـ”نهج الطفل الرزين”، والذي يرتكز على التعامل مع الأطفال على أنهم أشخاص مستقلون وقادرون على إدارة أمورهم البسيطة بنجاح، بالمقارنة مع أساليب التربية الأخرى. وأشار الباحثون إلى أنه من خلال منح الأطفال مساحة أكبر، تحت متابعة ومراقبة من الكبار، يمكن أن يحققوا تطورا أفضل في الحرية الإضافية بعيدا عن الكثير من التنبيهات والتوجيهات والأوامر من الكبار طوال الوقت. وتوصل تحليل البيانات والملاحظات إلى أن الآباء والأمهات الذين شاركوا في هذه الفصول مرة واحدة في الأسبوع لمدة شهر ونصف الشهر كانوا أكثر كفاءة في تربية أبنائهم وأقل شعورا بالإجهاد والإنهاك. وقارنت الباحثة في جامعة إديث كوان ماندي ريتشاردسون، بيانات من 15 من الآباء والأمهات المسجلين في فصول الآباء والأطفال في نهج الاحترام بمجموعة مراقبة مكونة من 23 من الآباء والأمهات. وأوضح الباحثون في ملخص نتائج دراستهم، التي نشرت في دورية “دراسات الطفل والأسرة” العلمية “أظهر الآباء في مجموعة التدخل غير المباشر زيادة كبيرة في كفاءة الوالدين مع ملاحظة عدم حدوث تغير كبير في المجموعة الضابطة، أي المجموعة التي تمارس الأساليب التقليدية في التربية”. وأكد الباحثون أن “التحليل النوعي للبيانات أظهر أن الآباء، الذين لم يقوموا بالتدخل المباشر في لعب أطفالهم، شعروا بأنهم أكثر هدوءا وتوصلوا إلى حال فهم أفضل لأطفالهم”. ونبهت ريتشاردسون إلى أن “نهج الاحترام” أو “نهج التعامل مع الطفل الرزين” يتعلق ببناء رابطة دائمة وثقة مع تواصل إيجابي بين الآباء والأبناء، مشيرة إلى أن الآباء والأمهات الذين شاركوا في الدراسة انتابهم شعور أقل بالقلق بشأن ضغط الأداء بعد حضور الفصول، مما سمح لهم بإعادة التركيز على علاقتهم بأطفالهم. وقالت إن الآباء يميلون إلى المسارعة بالتدخل لمساعدة الأطفال أثناء نضالهم في التعامل مع شيء ما، بدلا من تركهم يحاولون حل التحديات البسيطة التي تواجههم أثناء اللعب، مشددة على ضرورة ترك الأطفال، طالما أنهم لم يطلبوا المساعدة، يزاولون لعبهم والقيام بمعالجة أمورهم الخاصة بأنفسهم. كما أوضحت أن “نهج الاحترام” يساعد على إنشاء أنماط جيدة في السنوات الأولى والتي تساعد على توفير إعداد جيد للأطفال ينعكس على إدارتهم لأمور حياتهم في وقت لاحق، مضيفة أن التدخلات السلوكية المبكرة بشكل تقليدي تركز في الغالب على تعديل سلوكيات الأطفال بشكل غير مرغوب فيه. ولفتت إلى أنه من خلال بناء تواصل جيد وروابط وثيقة بين الوالدين والطفل، يمكن منع المشاكل التي تحدث على المدى الطويل. وتقرر التوسع في هذه الدراسة حيث سيتم تتبع الآباء والأطفال على مدى ثلاث سنوات لمعرفة ما إذا كان انخفاض مستويات الإجهاد الأبوي طويل الأمد وكيف يؤثر على نمو الطفل. وأكد خبراء تربية الأطفال أن تعليم الطفل كيفية احترام ذاته والآخرين في سن مبكرة، يعد من أهم مقومات التفاعل الاجتماعي، منبهين إلى أن الاحترام هو أساس التعايش السليم في صلب الأسرة والمجتمع.

مشاركة :