أعلنت أسرة الشابين عبدالله ومنصور محمد سرور شهوان الظاهري اللذين غرقا في شاطئ الدمر بولاية مرباط العمانية قبل 11 يوماً مضت، بعد اجتماعها أمس عن بدء تقبل (المواساة) في منزلها الكائن بمنطقة عشارج بمدينة العين، وذلك بعد أن وصلت عمليات البحث إلى مستوى يجب بعده الاستسلام لإرادة الله عز وجل، وتقبل الأمر الواقع. وقال محمد سرور الظاهري والد الشابين إن القرار اتخذ بعد التشاور مع شقيقه علي سرور عم الشابين، والمتواجد في محافظة ظفار العمانية، منذ اليوم الثاني لوقوع الحادث المؤلم الذي قدره الله عز وجل عليهم، وأنهم يسألون الله تعالى أن يتولاهم برحمته معبراً عن إيمانه وأفراد أسرته بالقضاء والقدر، لافتاً إلى أن الصلاة عليهما ستقام غيابياً حال العثور عليهما فقط. وقال إن العائلة ستبدأ اعتباراً من اليوم الاثنين استقبال المواسين لهم في فقد ابنيهما شاكراً الجميع على المشاعر التي أبدوها منذ الإعلان عن الحادثة، والمواطنين الذين يتوافدون يومياً على منزل العائلة للتعبير عن تضامنهم وآمالهم في أن يلطف الله بهم. جهود مشكورة من جانبه عبر علي سرور شهوان الظاهري عم الشابين في اتصال هاتفي مع (الخليج) من صلالة قبل وصوله مساء أمس إلى دبي عبر طيران فلاي دبي، أنه يعبر عن خالص شكره لجميع الجهات الحكومية والمواطنين الذين هبوا للبحث عن عبدالله ومنصور وواصلوا الليل بالنهار طوال الأيام الماضية، بوسائل وطرق مختلفة إلّا أن إرادة الله شاءت ألّا يتم العثور عليهما، موضحاً أن البحث في صلالة سيستمر حسب إفادة الجهات المختصة والمواطنين الذين يواصلون تمشيط الشواطئ أملاً بالعثور عليهما، لكن إرادة الأسرة كانت الإعلان رسمياً عن تقبل المواساة، وتقديم الشكر لكل من أسهم في عملية البحث. وقال علي الظاهري إن الجهات المختصة في سلطنة عمان بذلت جهوداً كبيرة ومتنوعة في سبيل العثور على ابنيّ شقيقه تمثلت في التمشيط الجوي والبحري والبري على امتداد الشواطئ بالقرب من موقع الغرق، إلّا أن طبيعة المنطقة والأحوال الجوية التي تمر بها كانت تقف عائقاً أمام إحراز أي تقدم، معرباً عن شكره لمكتب والي مرباط على حسن الضيافة، والتسهيلات التي قدمت لهم، وإلى رجال الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف وشرطة عمان السلطانية، وسلاح الجو السلطاني العماني. كما تقدم الظاهري بالشكر للمواطنين من أهالي ولاية مرباط ومحافظة ظفار الذين هبوا جميعاً طوال الأيام الماضية لتقديم الدعم والعون لفرق الإنقاذ وأسهموا بإمكاناتهم الشخصية من قوارب ودراجات وسيارات في عمليات البحث وتمشيط الشواطئ مؤكداً أنها جهود أخوية مقدرة وليست بغريبة عليهم. وكان عبدالله (21 سنة) طالب بجامعة الإمارات وشقيقه منصور (18 سنة) طالب بكلية زايد العسكرية، وهما أصغر أبناء محمد سرور بن شهوان الظاهري من سكان مدينة العين قد توجها إلى صلالة مع أبناء عمومتهما وأصدقائهما خلال إجازة عيد الفطر، ويوم الخميس الثالث والعشرين من يوليو/تموز الماضي اتجهوا إلى شاطئ الدمر التابع لولاية مرباط وفجأة اتخذوا قراراً بالسباحة في المنطقة التي تعتبر خطرة خلال موسم الخريف. وفجأة وخلال ممارستهم السباحة داهمتهم التيارات البحرية حيث استطاع الجميع الوصول إلى الشاطئ إلّا منصور الذي لم يستطع الوصول، وعندما شاهده شقيقه عبدالله يغرق ولا يستطيع مواجهات التيارات، هب لنجدته إلّا أن الإرادة الإلهية شاءت أن يختفي معه. صعوبات طبيعية واكتنفت عمليات البحث صعوبات طبيعية تمثلت في حالة البحر وارتفاع الأمواج حيث إنه وعلى عمق 200 متر من الشاطئ لا تتمكن الزوارق والدراجات المائية من الدخول لوجود تيارات بحرية من اتجاهات مختلفة منتجة أمواجاً عاتية متلاطمة ودوامات مائية، وهذه هي الحال خلال فصل الخريف، حيث تكون هناك تيارات قوية في بحر العرب قادمة من المحيط الهندي. وقال خبراء في الإنقاذ إن حالة البحر الهائج وارتفاع الموج بطول عدة أمتار إضافة إلى تدني مستوى الرؤية، وبرودة المياه تمنع الجثث من أن تطفو إلّا بعد مرور أيام، وربما تبقى في البحر حيث تنوعت جهود البحث لتشمل عمليات إنزال في الكهوف المغمورة بالمياه والتجاويف الصخرية التي لم تسفر عن العثور على المفقودين. خطورة السباحة من جانب آخر جددت شرطة عمان السلطانية التحذير من هيجان البحر وأمواجه العالية في موسم الخريف، وذلك في جميع الأوقات وفي كل المناطق، داعياً إلى تجنب النزول إلى البحر، ووجوب مراقبة الأطفال عند التواجد بالقرب من الشواطئ؛ فعادة ما يتعرض الأطفال لحوادث الغرق عند قيامهم بممارسة السباحة في البحر، وذلك بسبب عدم إدراكهم للمخاطر، كما أن من أهم أسباب حوادث الغرق اصطحاب الأطفال إلى البحر دون رعاية ورقابة من الكبار، والسماح بنزول أكثر من طفل واحد في البحر ما يصعب السيطرة عليهم، وعدم ارتداء سترات النجاة، وقيام بعض المواطنين والمقيمين بالسباحة في الأماكن التي توجد بها تيارات بحرية وأمواج عاتية مما يشكل خطراً عليهم لعدم إلمامهم بمهارات السباحة، ومحاولة بعض الشباب السباحة رغم جهلهم بمهارات السباحة تجنباً الحرج أمام زملائهم. ونصحت شرطة عمان السلطانية الجميع بتوخي الحيطة والحذر وعدم إفساد متعة سفر أفراد الأسرة بحادثة غرق، علماً بأن هناك لافتات تحذيرية في جميع الشواطئ تحذر من ذلك.
مشاركة :