الشعر يجمعنا.. في صحة الجدوى لـ سلمى فايد

  • 9/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "في صحَّةِ الجَدوَى" للشاعرة سلمى فايد.خمسَ ثوانٍ قبلَ فواتِ اللحظةِكانَ الوقتُ..وكانَ الجرحُ طريًا ما زالوما زالَ الدّمُ حيًّا..والعالمُأكثرَ موتًا من أرواحِ القتَلَةِ..ولِذا كانَ منَ الحِكمةِ أن يتركَ عينيهِ مُعلّقتينِ على الأبوابِويمشي أعمَىيتركها كنَذيرِ البُسطاءِ على الأبوابِتصدّ عن البيتِ عفاريتَ الواقِعَةِوذاكرةَ الجرحِ الصّاحي..كنتُ كجُرذٍ مذعورٍ أقرِضُ أظفاريوأُراقبُ كيفَ تمكّنتِ الأشجارُ منَ الخُضرةِتحتَ شبابيكِ الدّمويّينَوكيفَ احتملَ الوردُ مُصاحبةَ الموتَىكنتُ أراكَ..أرى دميَ الحيَّ على شفتيكَأراكَ وأنظرُ في عينيكَ وأنتَ تشقُّ قميصيَثمَّ تُشيرُ إلى النّاسِ عليّكنتَ تُلمّعُ ذاتكَ بشظايايَ وبعدُ تعودُ تُغنّي ليبفمٍ يعرفُكيفَ إذا شاءَ سيفتِكُ بيخمسُ ثوانٍقبلَ فواتِ اللحظةِ.."لو لا الجرحُ لما خوّفَني اللونُ الأبيضُ"كانَ عليهِ النّظرُ إليهِإلى أصغرِ ما يُخفيهِ منَ المأساةِ..سينظرُحتى تتبدّى هيأتُهُينظرُ حتى يتجلّى باطِنُهُفيصيرُ صريعًا كالجبلِ المُنسحقِ حصَىًدكّتْهُ الصّدمةُ والمأساةُ معًا"لو لا الجرحُ لما خوّفَني اللونُ الأبيض"فلتشربْني العتمةُ منذُ الآن..ولِذا فمنَ الحِكمةِ قبلَ فواتِ اللحظةِأن يتركَ عينيهِوأنْ يُصبحَ في العتمةِكُلّ الألوانقبلَ فواتِ اللحظةفي صحَّةِ الجَدوَى.

مشاركة :