الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "صوتُك" ضمن المجموعة الشعرية "لو جرّبنا الإنسان قليلًا" للشاعرة سلمى فايد.صوتُكَ تحريضيٌّ جدًّاوأنا كالطّلقةِأطلقَها ساديٌّ وهوَ يُلمّعُ آلتَهُلاُشاهِدَ كيفَ تضيعُ الأرضُمِنَ الخُطوةِوتصيرُ الوُجهَةُ: "لا بأسَ"بنَفسٍ تهترئُوقلبٍ يَجرحُهُ اللونُ الواحِدُأربِطُ في قدمِ الفِكرةِ ما حطّ النّاسُ على كتفِ اللّهِوأُخبرُهُم "إنّي معتوهٌ يا قومُ فلا تُلقوا لي بالًاوتمشّوا فوقَ دمِي ودَعوني أنتصِرُ لِخلَلي العقليّوأكسِرُ خَوفي فوقَ هزائِمِكُم.." أتركُ ذاكِرَتي بينَ ملامِحِ ولَدٍأَوقدَ عينَيهِ مصابيحَ لأجلي وبَكىأُنقِذهُ مِنّيمِنْ مُفتَرِسٍ ربّتْهُ الوحدةُ في صدريوزمانٍ كسَرَ على رأسِ التّجربةِ زُجاجةَ عنبٍ فاخِرَةًوتناولَ قهوتَهُ مُنتَشِيًا وهو يُراقبُني أتوجّسُ مِن شجَرٍ يتحرّكُ مُضطرًّا..يجذِبُني الطّيّبُ والشّرّيرُ ولا أجِدُ فروقًا واضِحةً بينهُما إلّا اللّحظةَأدَعُ الإنسانَ لمِاَ فعَلَ الإنسانُوأركُلُ أطيبَ أفكاري كالحجرِ المُتطفِّلِ في السّكّةِأضحكُ مِنْ حُمقيوأُعلّقُهُ في رقبةِ غانيَةٍ تُشبِهُ أغلِفَةَ التّبغِ أُدخّنُ عُشبًا خامًا أسعلُ قلبي في غيمتِهِ السّوداءَوأنساهُأُحِبُّ الأرقامَ المُفردَةَ ويقتلني أن أبقى منفردًاأكره أن يتذكّرَني النّاسُ وينساني كلبٌ شاركَني ذاتَ مساءٍ أغنيَةً ورغيفًابينَ ذراعَي ولَدٍ يُشبِهُ حجرَ الأرضِ الأُولَى أرقصُأخلقُ مِنْ رقصتِهِ الأُنشودةَ وأُغازِلُ شمسًا روَّتْهُ وجبَلًا ربّاهُوأتركُ بينَ ملامِحِهِ ذاكِرتي وأودّعُهُ كي أنقذَهُ مِنْ نفسٍ تهترئُ وقلبٍ يجرحُهُ اللونُ الواحِدُ "صوتُكَ تحريضيٌّ جدًّاوأنا كالطّلقةِ يقتلُني الهدفُ وأقتُلهُ.."
مشاركة :