فاطمة روزي : مزاميراً من العشق

  • 10/1/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لن أسمح لشمس عواصف الجفاء، وصقيع براكين اليأس أن تتأبط نوافذ فرح الحياة بأصقاع كياني، بل سأفتح أبواب ترياق التفاؤل مسكوبةً بأنهار شهد الأمل على ميادين روحي الفسيحة، ثم ألتحف بأحضان ربيع اليقين، أنام على صدر الثقة، أحلق بين حنايا الطموح وأضلاع الإرادة للملمة شتات غَيْهَبان أركاني .. قضت ذاتي نحيباً في مملكة المهالك، أربعون خريفاً معتكفة، وشتاء غامض يطوقها سياج الخذلان، يتناثر عليها سجيل الخيبات بصفعة من رياح الجحود، فولدتُ من رمادي طفلة سرمدية مدللة بداخلي، تستيقظ فتلهو بعزف فريد وتتمرد بلحنها الوحيد، ثم دفنتُ صخب رياح المشقة وضوضاء زلازل الإحباط بالطمر، لتعتلي رايات النصر الفواح وأتراقص طرباً على جثث الضمائر الخائنة، الغدر السقيم، البؤس اللعين، الظلم الرجيم، حتى استقام عودي المبتور وبرأت جروحي من لهيب شطط البشر ، ثم تدثرتُ بكوكب الآمال الدريّ، بوشاح الأمنيات التي لا تنضب .. ذات يومٍ استيقظت بنبضٍ دافئ يسري داخل أروقة شراييني النائمة وأزقة أوردتي الحالمة، لينعش أرصفة ضلوعي الحانية، فترتعش أوصالي خجلاً، ثم امتدت جذوره بأعماقي في بحار غنج الغرام، يغوص بين أمواج رحيق الوله وآنية العطف، يرسوا حبه المشتعل في ميناء العناق، وعلى شواطئ برج العشاق، حتى صار حديثنا حديث نبضات وميض الروح التي لا تنتهي، فأشبعتك مزاميراً من العشق الأبدي لا يفنى ولا يهدأ، وأشبعتني ناراً من الأشواقِ لا يرحم ولا ينطفئ، جعلت من قلبك ملجأً للأمان أيها الرؤوم، ثم توجتك أغلى انتصاراتي في أساطير الأيام، ويممتُ وجهي شطر محراب اعجاز روحك .. من خلفك أغرقتُ كل الموانئ لتكون وحدك ترياق الثواني في رحم السنين، لأنني بُليت بكَ وقُضي أمري فما أنتَ إلا ألذّ وأشهى من معاقرة كأس النبيذ في كل الدهور ، حتى دقتْ أجراس أقمار السيادة، لأعلن في المعابد والكنائس ودور العبادة، بأنك الفارس المغوار الذي احتل مضغتي يا سادة، حتى امتلكتَ مفاتيح أزهار عمري، أبدعتَ بإكسير حبك الطاغي، وتفننتَ يا نصفي المياس بشعوذة الهيام في فلك السعادة ..

مشاركة :