من «إعلام السلطة» إلى «سلطة الإعلام» | سالم بن أحمد سحاب

  • 8/5/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

عُقدت في المغرب الشقيق الشهر الماضي ندوة إعلامية متقدمة حول: «الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي» نظمتها مؤسسة منتدى أصيلة بالتعاون مع وزارة الإعلام الكويتية وبمساهمة مركز أسبار للدراسات والبحوث في الرياض. وفي الجلسة الافتتاحية الرئيسة ألقى رئيس مركز أسبار الدكتور فهد العرابي الحارثي كلمة عن عصر «ما بعد الحداثة”، عصر اقتصادات المعرفة والعالم الرقمي، والخطوط أو الطرق السريعة لتدفق المعلومات. هذا العصر الذي قدم بين أيدينا ولخدمتنا منتجاته الخاصة المذهلة، في الوقت الذي نقل فيه منتجاتنا التقليدية ذاتها إلى مستويات أرقى وأقوى، ما كان له بالغ التأثير على الشكل والمضمون، بل وعلى المزاج العام، والأهداف المتوخاة، مما ننتج من معرفة ومن معلومات.) ويضيف الدكتور فهد: (إن الثورة الرقمية أثّرت في الصانع والمصنوع، فالصانع لم يعد ذلك الإنسان الذي عرفناه: ثقيلاً، متراخياً، متأنياً، ومعتداً بنفسه، مزهواً بانفراده وتفرده. والمصنوع لم يعد تلك المنتجات المتحلية بشروط النخبوية في الإعداد والإرسال والاستقبال. لقد كان مجيء العالم الرقمي إعلاناً صريحاً للتبشير بــموت النخبة، إذ أصبح الناس يشتركون كلهم في إنتاج المعرفة، وإنتاج الثقافة، وهم أيضا يشتركون في إنتاج إعلامهم. فلم تعد الثقافة أو المعرفة تهطل على رؤوس الناس من الأعلى، إذ تلاشت ديكتاتورية المثقف الصانع التقليدي لمنتجات الثقافة، وقد حلت محلها ديموقراطية المعرفة التي سهلت لكل الناس تداول المعلومات والأفكار، ويسّرت وعمّمت إعادة إنتاجها.) لم أحظَ من قبل بقراءة موجزة معبرة عن واقع الإعلام اليوم، (لكن) مع شيء واسع من الاستثناء. الاستثناء ينمو في عالم الجهل والفقر والتخلف، بمعنى أن الإعلام التقليدي ما زال مسيطراً في بعض المجتمعات الفقيرة، وبصورة نافذة، فهو الذي يشكل الوعي الجمعي، وهو الذي يرسم للمستضعفين الجهلة خرائط الطريق إلى ما يجب أن «يعرفوا»، وما لا يجدر أن «يعرفوا». وحتى في المجتمعات الناهضة لا يزال للكلمة «المصاغة» إعلامياً ورسمياً وهج وبريق، مع شيء من التفاوت والتأثير. رأيي أن المشوار ما زال طويلاً حتى يأتي اليوم الذي «تختفي فيه آثار «القلم الأحمر” ويخفت إلى حد ما صوت السوط والمزلاج.» salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :