إعلام المضمون الواحد | سالم بن أحمد سحاب

  • 9/30/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

نشرت صحيفة الحياة (18 سبتمبر) تحقيقًا بعنوان (مأساة الإعلام المصري بعد ثورة يناير)، بدأته بالفقرة التالية (ينزلق إعلام مصر صاحبة أكبر جمهور عربي يتابع قنواتها، نحو أزمة طاحنة، قد تهدد معظم العاملين في المجال الإعلامي «مطبوع ومرئي»، ما بين قنوات تسرِّح مراسليها، وأخرى لم تدفع رواتب موظفيها). وذكر السيد نجيب ساويرس صاحب قنوات (أون تي في) أشهر مستثمر في الإعلام بعد ثورة يناير أن خسائر محطته التلفزيونية تتراوح بين ثلاثين وأربعين مليون جنيه مصري سنويًّا، وهو يصف صناعة الإعلام في مصر بأنها (شغلانة خيبانة)، وستنتهي بإفلاس معظم محطات التلفزيون. وينسب التقرير إلى الدكتورة نجلاء العمري أستاذة الإعلام في الجامعة البريطانية في القاهرة قولها (إن الإعلام المصري لم يتمكّن منذ عقود من إفراز ممارسات إعلامية رائدة، ولا مؤسسات إعلامية مستقرة). وفي التحقيق روايات عن موظفين في الإعلام لم يستلموا رواتبهم لشهور عديدة، منهم شابة عشرينية تعمل مراسلة في إحدى الفضائيات المصرية الشهيرة التي انطلقت بداية 2015م عبر موجة دعاية عاتية في شوارع مصر وصحفها. هذه الشابة تشكو من عدم استلام راتبها لعدة شهور، حتى (أن زملاءها من المصورين سيعتصمون بغية الحصول على أي مبلغ من رواتبهم قبل الانتقال إلى مكان آخر). أين المشكلة يا تُرى مع أقدم بنية إعلامية عربية؟ لماذا هذا التراجع الكبير إلى حد إشارة الدكتورة نجلاء العمري إلى (عدم وجود قناة مصرية تغطي الأحداث السياسية بشكل جيد)، وأن (المواطن بالفعل بدأ يعود إلى القنوات الأجنبية « غير المصرية»، لمتابعة ما يحدث في سيناء وغيرها). إنه الطعم الواحد، واللون الواحد، والشكل الواحد. إنها اللغة الواحدة نفسها المستخدمة في شريحة واسعة من القنوات ذات المضمون الواحد، والتوجه الواحد؛ حتى باتت نسخًا مكرّرة نتج عنها إعراض المشاهد المصري فضلاً عن العربي، ومن ثم إعراض المؤسسات والشركات التجارية عن الإعلان التجاري فيها بدرجة كافية، تغطي مصروفاتها ونفقاتها التشغيلية، وعلى رأسها رسوم البث، وتكاليف الإنتاج، ورواتب العاملين فيها. هل يا تُرى سنشهد هيكلة جديدة لإعلامٍ قديم؟! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :