روايات عن نهر مغربي في كتاب جديد | | صحيفة العرب

  • 10/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – صدر عن منشورات شاستل كتاب “الرباط-سلا، ثمانية وعشرون قرنا من تاريخ نهر أبي رقراق” لكاتبه روبير شاستل، يتتبع تاريخ وادي أبي رقراق وحكاياته. وتتخلل صفحات هذا المؤلف، الذي يقع في 378 صفحة من القطع المتوسط، صور ورسوم عديدة، ابتداء بـ”تمثال نصفي لجوبا الثاني، ملك موريطانيا”، وصولا إلى لوحة “الأختين أمام باب الأوداية” للرسام الإسباني المستشرق خوسي كروز-هيريرا، 1890-1972، ومرورا بصور “باب شالة” وأقواسه وزخارفه الشاهدة على تشييد باب (الرباط) على يد أبي الحسن سنة 1939. ويصور الكتاب، في جزأين؛ “وادي أبي رقراق في تاريخ المدينتين، الرباط وسلا: من البدايات إلى فترة حكم السلطان مولاي يوسف (1927-1912)”، و“ميناء الرباط: من النصف الثاني للقرن 19 إلى الوقت الراهن”، 28 قرنا من تاريخ أبي رقراق، مسلطا الضوء على أصل تسميته، وتاريخه منذ القرن 17 و“حروب الاسترداد” الإسبانية. تتبّع تاريخ وادي أبي رقراق وحكاياته تتبّع تاريخ وادي أبي رقراق وحكاياته وأوضح الكاتب أن النهر كان “معروفا في العصور القديمة باسم وادي سلا (كما يؤكد ابن حوقل البكري)، ولم يعرف باسم أبي رقراق إلا في القرن 13. ويعتقد أن اسمه الأمازيغي كان ‘أسيف أوركاز‘، وعرب إلى بورقراق”. وقد ألحقت بهذا العمل وثائق عن المدينتين القديمتين، لاسيما من خلال توصيف للعلاقات باليهود في سلا خلال القرن 17، وأضرحة أولياء أبي رقراق، أو عبور النهر الذي يتم عن طريق القوارب أو العوامات. وبخصوص هذا الموضوع، استشهد شاستل بنصوص لعبدالمؤمن، أحد أتباع المهدي ابن تومرت، الذي صار الخليفة الأول للموحدين. وكتب شاستل يقول، إنه بتوالي القرون “ستحتفظ الرباط باختلافها وأصالتها وكبريائها. وبمرور الوقت، تماهى الموريسكيون، الذين اجتثوا من جذورهم ولازمهم الحنين إلى وطنهم المفقود، في بوتقة الإسلام، الذي لم يتخلوا عنه قط، رغم محاكم التفتيش، إلا ظاهريا. إنهم مسلمون طيبون، وأصبحوا كذلك مغاربة حقيقيين، وحافظوا على هويتهم الثقافية”. وأضاف المؤلف بعض الحكايات عن العاصمة في الأشهر الأخيرة من سنة 1912، “لإعطاء فكرة عن التطور المذهل الذي شهدته الرباط”، والتي كانت تضم في ذلك الوقت حوالي 44 ألف مسلم و3000 يهودي (فبراير 1913)، و1800 أوروبي أو جزائري”. ونقرأ في خاتمة هذا المؤلف أن علاقة متميزة جمعت بين الدكتور شاستل الشغوف بالبحر والذي عمل في الرباط منذ 1966، بوادي أبي رقراق، ما أتاح له جمع روايات عن هذا النهر الضاربة جذوره في ذاكرة العدوتين”. ولأنه يفضل الحكاية والمعيش “قدم مختارات نادرة من تاريخ النهر، والمجرى المالح، والماضي الصاخب الطويل للأختين التوأم، الرباط وسلا. وها هما الآن تصهران في بوتقة واحدة”. ويعد روبر شاستل من محبي التاريخ المغربي، وهو إلى ذلك مؤلف للعديد من المنشورات بما في ذلك “الشهادات والهمسات”، و”تاريخ الدار البيضاء” (2006) و”تاريخ المياه – الرباط وسلا ووادي أبي رقراق” (2009).

مشاركة :