لقد حاول الإرهابيون من قبل استهداف مبنى وزارة الداخلية في الرياض عام 2004م، وحاولوا اغتيال سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف عندما كان مساعداً لوزير الداخلية عام 2009م، إلا أن محاولاتهم ارتدت عليهم، ولم يثنِ ذلك من عزم مؤسستنا الأمنية الشامخة، إلا إصراراً على استئصال شأفة الإرهابيين، فحربنا عليهم، وعلى فكرهم حرب وجودية. فبعد أن يئس الإرهابيون من بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، هاهم يحاولون الانتقام من رجال الأمن.. إن مشروعهم هو استهداف الوطن ومكوناته. لم يراعِ أتباع الفكر الضال في أفعالهم شيئاً، فقد انتهكوا حرمة بيوت الله، وحرمة دماء المسلمين الراكعين، الساجدين، الطاهرين. رجال الأمن الذين سددوا لأصحاب الفكر الضال من التكفيرين الإرهابيين ضربات موجعة، وأفشلوا مخططاتهم الشيطانية في استهداف بيوت الله، وإشاعة الفتنة بين الناس، مُصرِّين أكثر من أي وقت مضى في القضاء على أولئك الشرذمة وقطع دابرهم. لقد أمعن أولئك الإرهابيون في ضلالهم ولم يراعوا من قبل شهر رمضان وسكينته وأفضل أيام الله يوم الجمعة، ولم يردعهم سجود المصلين، فأي فكر يحملون؟. إن استهداف رجال الأمن استهداف لكل الوطن، وإن رغبة الإرهابيين في إلحاق الأذى بالمؤسسة الأمنية ورجالها، يأتي بعد أن أدركوا كفاءة وقدرة هؤلاء الشجعان في الذود عن الوطن وحماية مقدساته ومواطنيه من أذى المجرمين وأصحاب الفكر الضال، الذين نذروا أنفسهم لانتهاك حرمة المسلمين وإزهاق أرواحهم. تفجير مسجد قوات الطوارئ في أبها محاولة بائسة لاستهداف خط الدفاع الأول للوطن والمواطنين وهم رجال الأمن الذين يقدمون أرواحهم فداءً لوطنهم وأبنائه، ولن يزيدهم هذا الاستهداف إلا إصراراً وشراسة على القضاء على أولئك الذين يحاولون النيل من بلادنا وأهلها. وإن استهداف رجال الأمن إنما يجعلنا على قناعة راسخة، وثقة، بأنهم يبلون بلاءً حسناً، ويقفون شوكة في حلق التطرف والإرهاب، ويمنعون أذى تلك الفئة التي عميت بصائرهم، فأصبح لا يردعهم عن فعلهم القبيح شيء فلا لحرمة المسجد أو الدم اعتبار لديهم. إن رجال أمننا ليسوا محل ثقة المواطن فقط، بل إن إسهاماتهم وعملهم المخلص من أجل الأمن والاستقرار قد أسهم في منع ودرء عمليات إرهابية كانت ستقع في عدة مناطق ومدن حول العالم؛ فحازوا ثقة المجتمع الدولي. واليوم تنخرط المملكة في حرب ضد تنظيم "داعش" والمنظمات المتطرفة التي تقوم بأعمال يرفضها الدين والمنطق والعرف، ولن يقف جهدنا أو يضعف أمام أي إرهاب تقوم به تلك الفئة. لقد شهد الكثير من سياسيي العالم لقدرة المؤسسة الأمنية السعودية، ودورها في محاربة الإرهاب، وإن إدانتهم للهجوم الإرهابي الذي وقع على مقر قوات الطوارئ لدلالة على مكانة وتأثير هذه المؤسسة في الحرب الدولية على التطرف وأتباعه.
مشاركة :