إيفو أندريتش.. كتابة المصائر والتاريخ

  • 10/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إيفو أندريتش واحد من الكتّاب الذين تطبع حياتهم كتاباتهم، أي أن أعمالهم انعكاس ليس لحدث شخصي بعينه، وإنما للحظة تاريخية تطبع حياتنا الشخصية وتدمغها بدمغتها. صحيح أن الرجل آثر اللون التاريخي في رواياته، غير أن هذه الكتابة بالذات، وما نجم عنها من آراء (آرائه هو شخصيًا) جعلته سجينًا حينًا، ورهن الإقامة الجبرية حينًا آخر، حتى إن الشقة التي وُضع فيها قيد الإقامة الجبرية لسنوات طوال تحولت إلى متحف فيما بعد. وبمناسبة ذكرى ميلاده (10 أكتوبر 1892م) يرصد «رواد الأعمال» بعض ملامح سيرة حياة الروائي والكاتب إيفو أندريتش؛ وذلك على النحو التالي. اقرأ أيضًا: مارسيل رانيسكي.. من سياسي إلى “بابا الأدب الألماني”وُلد إيفو أندريتش في تراونيك في الإمبراطورية النمساوية، البوسنة حاليًا، يوم 9 أكتوبر 1892 م.ارتاد مدرسة سراييفو الثانوية؛ حيث أصبح عضوًا ناشطًا في عدة منظمات شبابية وطنية سلافية جنوبية.فقد والده وهو لا يزال طفلًا، ودرس الأدب ثلاث مرات في زغرب، ثم في فيينا، وأخيرًا في بولندا.درس التاريخ والأدب السلافي الجنوبي بعد الحرب في جامعات زغرب وغراتس، وحصل في النهاية على درجته في الدكتوراه من غراتس في عام 1924.اعتقلت الشرطة النمساوية الهنغارية إيفو أندريتش على خلفية اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند في يونيو عام 1914 وقامت بسجنه؛ إذ كان مشتبهًا بتورطه في المؤامرة.قضى معظم الحرب في الإقامة الجبرية؛ بسبب عدم استطاعة السلطات توجيه تهمة قوية ضده، ولم يُفرج عنه إلّا بعد عفو عام يشمل قضايا كالمُتهم بها في يوليو 1917.عمل في الخدمة الدبلوماسية في مملكة يوغوسلافيا بين عامي 1920 -1923م، ومجددًا بين عامي 1924 -1941.أصبح سفير يوغوسلافيا في ألمانيا عام 1939، وانتهت فترة توليه المنصب في 1941؛ بسبب الغزو الذي قادته ألمانيا ضد بلاده.عاد إيفو أندريتش إلى بلغراد التي تحتلها ألمانيا بعد فترة قصيرة من الغزو، وعاش بهدوء في شقة صديق طول مدة الحرب العالمية الثانية، في ظروف شبهها بعض كُتّاب سيرة حياته بالإقامة الجبرية، وكتب بعضًا من أهم أعماله، بما في ذلك «جسر على نهر درينا».رُشِّح إيفو أندريتش بعد الحرب لعدد من المناصب الشرفية في يوغوسلافيا، التي كانت أصبحت منذ ذلك الوقت تحت الحكم الشيوعي.منحته لجنة نوبل جائزة نوبل في الأدب عام 1961؛ إذ اختارته من بين كُتاب مثل جون رونالد تولكين، وروبرت فروست، وجون ستاينبيك، وإي. إم. فورستر. ونوهت اللجنة إلى «القوة الملحمية التي تبع من خلالها المواضيع وصوّر الأقدار البشرية المُستمدة من تاريخ بلاده».بعد ذلك، وجدت أعمال أندريتش جمهورًا دوليًا وتُرجمت إلى عدد من اللغات.حصل على عدد من الجوائز خلال السنوات التالية في بلده الأصلي.تدهورت صحة أندريتش بشكل كبير في أواخر عام 1974، وتوفي في بلغراد في مارس التالي.في السنوات التالية لوفاة إيفو أندريتش حُوِّلت شقته في بلغراد _حيث قضى فيها أغلب وقته أثناء الحرب العالمية الثانية_ إلى متحف، وسُميت زاوية شارع قريبة باسمه تكريمًا له، يوجد عدد من شوارع المدن الأخرى في يوغوسلافيا سابقًا تحمل اسمه أيضًا.اقرأ أيضًا: نتيلة راشد.. رائدة أدب الأطفال كارل بوبر.. منطق البحث وجدوى النقد ميشيل بوتور.. أحد أهم رواد الرواية الجديدة

مشاركة :