تفجير عسير.. تحولات جديدة | عبد الله منور الجميلي

  • 8/8/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في مركز تدريب قوات طوارئ عسير، قبل أمسِ الخميس، واستشهد وأصيب جراءه نخبة من أبنائنا وهم في صلاة الظهر، جاء ليؤكد على التحول في وتيرة تلك العمليات خلال الشهور القليلة الماضية، حيث جعلت المساجد ساحة لمعركتها!! وهذا يعطي مؤشراً على أن (فكر الإرهاب) استطاع تحويل أتباعه إلى قنابل متفجرة ترى أن قَـتْـل الأبرياء وهم في بيوت الله طريق مفروش إلى الجَـنّـة !! ولستُ أدري ما المبررات التي يُـغـرِي بها قَـادة ذلك التيار أتباعهم أو أدواتهم الإجرامية لتكون إراقة دماء المصلين الأبرياء "حلالاً" ؟! فكيف نحروا في نفوسهم مُـسَـلَّـمَـات وثوابت الــدّين الإسلامي؟! وكيف نَــزعوا من قلوبهم أبسط معاني العواطف والمبادئ الإنسانية؟! تلك التحولات والتطورات الفكرية (وإنْ كانت تَـسْـتَـنِــدُ على مَـوروث تاريخي مارس دوره في قَـتْــل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في صِــلاته) إلا أنها برزتْ اليومَ وِفْـقَ سِـيَـاقَــات سياسية دون أن تستشعرها وترصدها مراكز البحوث والدراسات . وهذا يقودنا إلى أن دراساتنا وندواتنا التي نُـفِـذَت خلال السنوات الماضية لمكافحة الإرهاب والتطرف لم تحقق أهدافها المرجوة لحَـماية شبابنا من تلك الأفكار المنحرفة. وذلك إما لأنها لم تكن قادرة على توصيف الواقع وتفنيد تلك الشبهات والذرائع التي يُـرَوِّج لها شيوخ التطرف، أو لأنّ نتائجها وتوصياتها بقيت بعيدة عن التطبيق الفعلي. وهنا وبعيداً عن نظرية المؤامرة، ورَفْـع تلك اللافتة المعتادة التي تُـرَدّد (بأنّ شبابنا مُـغَـرّرٌ بهم)، حان الوقت لوضع استراتيجية وطنية حقيقية لتحصين شبابنا ونشر وسطية ديننا. تلكم الاستراتيجية تبدأ برسم تفاصيل واقعنا الفكري، والقُـرب من الشباب والحوار معهم لمعرفة متطلباتهم واحتياجاتهم. وكذا من ثَـمّ تنفيذ خطة تشارك فيها المؤسسات الحكومية والمدنية المعنية ومنها على سبيل المثال: (هيئة كبار العلماء، ووزارة الشؤون الإسلامية بدعاتها ومنابر مساجدها، ووزارة التعليم بمدارسها وجامعاتها، ورعاية الشباب، والثقافة والإعلام، ووزارة العمل وكذا الشؤون الاجتماعية). تلك المؤسسات وغيرها تتبني حملة تقوم على برامج فكرية تطبيقية عملية (لاتنظير فيها)، وأيضاً وهذا مهم جداً إقامة مراكز تستقطب الشباب وتستثمر طاقاتهم فيما يخدم وطنهم ومجتمعهم، وتنقذهم من مستنقعات الفراغ التي أراها من أهم النوافذ التي يتسلل منها فِـكْـر الإرهاب أياً كانت مرجعيته والدول التي تدعمه. أخيراً أدعو الله تعالى أن يتقبل جميع شهدائنا وأن يجبر مصابنا فيهم، كما أدعوه عز وجل أن يحمي بلادنا ويحفظها ويُـديم عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :